يقدم قسم أمراض الدم في مدينة الشيخ شخبوط الطبية العلاج بواسطة خلايا الدم الجذعية، وتعرف هذه التقنية أيضاً باسم زرع الخلايا الجذعية حيث يتم حقن هذه الخلايا في الجسم لاستبدال نخاع العظم التالف أو المصاب.

وتتميز هذه التقنية بنوعين من الإجراءات، الأول هو الزرع الذاتي ويتم فيه استخدام خلايا من الجسم نفسه، أما النوع الثاني فهو الزرع الخيفي حيث يتم فيه استخدام خلايا من متبرع.


التشخيص

يخضع المريض لعدة فحوصات قبل عملية الزرع وقد تستغرق عملية التقييم هذه عدة أيام يتم خلالها تقييم الصحة العامة للمريض ومدى استعداده الجسدي لعملية الزرع.


العلاج

زرع الخلايا الجذعية الذاتية

تستخدم تقنية زرع الخلايا الجذعية الذاتية لعلاج الحالات التالية:

  • سرطان الغدد الليمفاوية
  • المايلوما المتعددة
  • اللمفومة اللاهودجكيِنية

تتم عملية زرع الخلايا الجذعية الذاتية من خلال ما يلي:

  • تناول الأدوية لزيادة عدد الخلايا الجذعية في الدم مما يسهل جمعها.
  • ترشيح الخلايا الجذعية من الدم باستخدام آلة تفصل الخلايا الجذعية عن باقي مكونات الدم وتعيد باقي الدم للأوعية الدموية.
  • إعطاء المريض جرعات عالية من العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي أو كليهما في بعض الحالات.
  • حقن الخلايا الجذعية في مجرى الدم والتي ستنتقل بدورها إلى نخاع العظام وتبدأ في توليد خلايا دم جديدة.

يتم وضع المريض تحت المراقبة والعناية المكثفة بعد عملية الزرع، و سيشرف فريق الرعاية الطبية متعدد التخصصات على الحالة بشكل دوري للتحقق من عدم وجود مضاعفات ومراقبة ردود فعل الجسم بعد عملية الزرع.


زراعة الخلايا الجذعية الخيفية:

يتم هذا الإجراء عن طريق حقن الخلايا الجذعية المستخلصة من دم المتبرع لاستبدالها بنخاع العظام الذي لا ينتج ما يكفي من خلايا الدم السليمة، وقد يكون المتبرع أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء أو أي شخص آخر.

وتعد هذه التقنية العلاجية خياراً مناسباً للأشخاص الذين يعانون مجموعة متنوعة من الأمراض السرطانية وغير السرطانية، وتشمل ما يلي:

  • سرطان الدم الحاد
  • سوء تغذية الكظرية وبيضاء الدماغ
  • فقر الدم اللاتنسجي
  • متلازمة فشل النخاع العظمي
  • اعتلال الهيموجلوبين
  • نقص المناعة
  • اضطرابات التمثيل الغذائي الفطرية
  • متلازمة خلل التنسج النقوي
  • ورم أرومي عصبي

يتلقى المريض قبل خضوعه لعملية زرع الخلايا الجذعية الخيفية جرعات عالية من العلاج الكيميائي أو الإشعاعي لتدمير الخلايا المريضة وتهيئة الجسم لاستقبال الخلايا الجديدة.


الاختبارات والإجراءات ما قبل عملية الزرع

بعد الانتهاء من اختبارات التشخيص يقوم الجراحون وأخصائيي الأشعة بإدخال أنبوب رفيع وطويل " القسطرة" والمعروف باسم الخط المركزي للوصول إلى أحد الأوردة الكبيرة في الرقبة والصدر، وعادة ما يبقى على هذه الحال طول فترة العلاج، ويم من خلاله حقن الخلايا الجذعية والأدوية وعناصر الدم.


تجميع الخلايا الجذعية للزراعة الذاتية

يتم الحصول على الخلايا الجذعية في حال الزرع الذاتي من دم المريض نفسه، حيث يقوم الأطباء بسحب الدم من الوريد وتمريره ضمن آلة تقوم بفصد مكونات الدم والتقاط الخلايا الجذعية الموجودة في الدم وعزلها ليتم حفظها وتبريدها لحين استخدامها، أما بالنسبة للدم المتبقي فتتم إعادة حقنه في الجسم.

يتم إعطاء المريض بعض الأدوية على شكل حقنات يومية تعزز إنتاج الخلايا الجذعية ونقلها إلى الدورة الدموية لرفع معدلها في الدم قبل البدء بجمعها.


جمع الخلايا الجذعية للزراعة الخيفية

في حالة زرع الخلايا الجذعية الخيفية، يتم جمع الخلايا من دم المتبرع قبل عملية الزرع.


عملية التكييف

قبل زرع الخلايا الجذعية يخضع المريض للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي لتحقيق ما يلي:

  • تقليل مقاومة الجهاز المناعي للخلايا الجذعية التي سيتم حقنها
  • تدمير الخلايا السرطانية إذا كنت في صدد معالجة ورم خبيث
  • تجهيز نخاع العظم لاستقبال الخلايا الجذعية الجديدة

تُعرف العملية السابقة باسم التكييف، يعتمد نوع التكييف الذي يحصل عليه المريض على عدة عوامل تتعلق بالمرض الذي يعاني منه وبحالته الصحية العامة ونوع عملية الزرع التي سيخضع لها، وقد يتطلب علاج التكييف تلقي المريض العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو كلاهما معاً في بعض الحالات.


خلال عملية زرع نخاع العظام:

بعد الانتهاء من عملية التكييف والتحقق من النتائج المترتبة عليها يبدأ الأطباء بعملية الزرع والتي يتم خلالها حقن الخلايا الجذعية في جسم المريض من خلال الخط المركزي.

بعد عملية نخاع العظام:

بعد أن تدخل الخلايا الجذعية جسم المريض تنتقل عبر مجرى الدم إلى نخاع العظام حيث تستقر وتبدأ بالانقسام تدريجياً مما ينتج خلايا دم جديدة وصحية، وتسمى هذه العملية بتوليد الخلايا الجديدة وقد تستغرق عدة أسابيع أو أكثر للوصول إلى العدد اللازم من الخلايا وعودة الجسم للحالة الطبيعية، وفي بعض الحالات يحتاج المريض لنقل بعض من خلايا دمه الحمراء أو الصفائح الدموية دورياً لتحفيز نخاع العظام على إنتاج المزيد منها.

يحتاج المريض للبقاء في المستشفى لفترة زمنية تعتمد على نوع الإجراء الذي خضع له، فقد تتراوح من عدة أسابيع إلى أشهر، كما أنه يخضع للمراقبة المكثفة أثناء تواجده في المستشفى وبعد خروجه للتحقق من عدم وجود مضاعفات سلبية، كما يجب على المريض الالتزام بمواعيد فحص دورية حتى بعد تعافيه وطوال حياته كونه سيكون معرضاً للعدوى والإصابة بالأمراض.


الأدوية

قد يوصي الأطباء بالعلاج الدوائي لمساعدة المريض على تجنب الاضطرابات الناتجة عن عدم توافق الخلايا الجذعية من المتبرع مع نخاع العظام لدى المريض عن طريق تقليل مقاومة جهاز المناعة للخلايا الجذعية على أنها جسم غريب وذلك في حال الزراعة الخيفية للخلايا الجذعية، بالإضافة إلى بعض المضادات الحيوية.


النتائج

يعتمد الأطباء في تطبيق تقنية العلاج بالخلايا الجذعية على الحالة الصحية للمريض، فهناك بعض الاضطرابات التي يمكن معالجتها والبعض الآخر يتم علاجه بطرق أخرى، لكن الهدف الأساسي من زراعة نخاع العظام هو منح المريض عمراً أطول وتحسين نوعية حياته.

تنجح عملية زراعة نخاع العظام لدى بعض المرضى مع وجود بعض الصعوبات والآثار الجانبية، وتتفاوت صعوبة هذه الآثار من شخص لآخر مما يجعل التنبؤ بحدتها من قبل الأطباء أمراً غير ممكن إذ يختلف معدل نجاح العملية ومستوى خطورة الآثار الجانبية من شخص لآخر.

Powered by Ajaxy