يُعد سرطان عنق الرّحم من السرطانات التي يمكن الوقاية منها وعلاجها إذا تم اكتشافها مبكراً ، وعنق الرّحم هو الجزء السفلي
من الرّحم الذي يتصل مباشرة بالمهبل.
معظم حالات سرطان عنق الرّحم تكون نتيجة الإصابة بنوع من فيروسات الورم الحليمي البشري والتي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي،
والتي قد تسبب تغييرات في طبيعة خلايا عنق الرحم، قد تتراوح حدتها من خفيفة إلى عالية الخطورة، وتؤدي التغييرات الأشد خطورة
منها إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم ما لم تخضع للعلاج المناسب مبكراً.
ولتجنب الإصابة بسرطان عنق الرّحم وتقليل خطر حدوثه يوصي الأطباء بما يلي:
- أولاً: إجراء فحوصات الكشف المبكر بشكل منتظم وهناك ثلاث فحوصات شائعة:
- اختبار مسحة عنق الرحم: والذي يتضمن أخذ عينة من خلايا عنق الرحم باستخدام فرشاة صغيرة لفحص هذه العينة تحت
المجهر في المختبر المتخصص.
- اختبار فيروس الورم الحليمي البشري: والذي يتم إجراؤه أيضا باستخدام فرشاة للحصول على بعض خلايا عنق الرحم
للبحث عن أنواع معيّنة من الفيروس في المختبر.
- الاختبار المشترك الذي يجمع بين الإجرائين السابقين.
- ثانياً: تلقي التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري:
يمنع لقاح فيروس الورم الحليمي البشري من الإصابة بالفيروس المسبب لمعظم حالات سرطان عنق الرحم، ويُعطى عادةً
بين سن 13-26 عاماً على ثلاث جرعات منفصلة.
وفي حال الاشتباه عند القيام بالفحوصات النتظمة بوجود خطر نتيجة تغيّر طبيعة خلايا عنق الرّحم سيقوم الطبيب المختص بأخذ خزعة
من عنق الرّحم للتحقق من الحالة و التشخيص.
الأعراض
يُعد سرطان عنق الرّحم من الأمراض التي لا تظهر أعراضه في مراحله المبكرة، لكن يمكن تمييزه في المراحل المتقدمة من خلال
الأعراض التالية:
- نزيف مهبلي غير طبيعي
- إفرازات مهبلية
- نزيف بعد الجماع
لا تعد الأعراض المذكورة أعلاه دليلاً قاطعاً على الإصابة بسرطان عنق الرّحم، حيث تتشابه مع أعراض لاضطرابات أخرى ، لذلك
يوصى بزيارة الطبيب في حال ملاحظة أي من تلك الأعراض على الفور للحصول على التشخيص الصحيح.
التشخيص
في حال الاشتباه بإصابتك بسرطان عنق الرّحم، سيقوم الطبيب المختص بإجراء الاختبارات التالية أو واحداً منها للتحقق من
الإصابة ومدى انتشار السّرطان.
خزعة من عنق الرحم:
تتضمن الخزعة إزالة عينة صغيرة من أنسجة عنق الرحم وفحصها تحت المجهر لتشخيص الإصابة بسرطان عنق الرحم.
الفحوصات التصويرية: تساعد بتقييم درجة الإصابة بالسرطان ومدى انتشاره، ويعتمد الأطباء على تقنيات التصوير المقطعي
المحوسب(CT) أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)أو التصوير بالرنين المغناطيسي(MRI) .
العلاج
يقوم الأطباء بتحديد الخطة العلاجية حسب عدة عوامل كنوع الخلايا السرطانية وحجمها ومدى انتشارها وصحة المريضة العامة وعمرها،
وعادة ما يكون العلاج جراحياً أو إشعاعياً أو كيميائياً أو جميع ماسبق.
الجراحة: يلجأ الأطباء لخيار الجراحة لإزالة الأنسجة السرطانية في حال عدم تطور و انتشار السرطان، حيث يقوم الأطباء
بعملبة استئصال الرحم لإزالة الرحم وعنق الرّحم و أحياناً الأنسجة حول عنق الرحم بالإضافة إلى غدد ليمفاوية معينة.
وفي حالات نادرة من سرطان عنق الرّحم يقوم الأطباء باستئصال عنق الرّحم فقط أو بعض الأنسجة المحيطة أو جزء مخروطي من الرّحم
دون التأثير على خصوبة المرأة، ويساهم الكشف المكبر في تمكين هذا الخيار إذا لا يُعد ممكناً بعد تقدم السّرطان.
العلاج الإشعاعي: ويعتمد هذا العلاج على توجيه أشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية وتقليص الأورام، ويمكن
توجيهها خارجياً (من جهاز خارج الجسم) أو داخلياً (باستخدام جهاز يوضع داخل المهبل).
العلاج الكيميائي: يعتمد هذا العلاج على الأدوية التي تُحقن في الوريد لقتل الخلايا السرطانية.
العلاج المناعي: يعزز هذا العلاج جهاز المناعة في الجسم لمحاربة الخلايا السرطانية.
العلاج المضاد لتكوين أوعية دموية جديدة: يمنع هذا العلاج تطور أوعية جديدة لمنع السرطان من النمو والانتشار.
الرعاية التلطيفية: يركز على توفير الراحة و تخليص المرضى من الألم والتوتر و الأعراض الناجمة عن الأمراض الخطيرة،
ويهدف هذا النوع من العلاج لتحسين نوعية حياة المرضى الذين يعانون من مرض خطير أو عضال، كما يمكن توفيره جنباً إلى جنب مع
العلاج الخاص بالمرض أو لإطالة متوسط العمر المتوقع.