May 22, 2025

أمعاء صحية جلد صحي. ما سر هذا الترابط؟

أمعاء صحية جلد صحي. ما سر هذا الترابط؟

لم تعد عبارة “أنت ما تأكله” مجرد مقولة شائعة، بل أثبتت الدراسات الحديثة وجود علاقة قوية بين صحة الأمعاء وصحة الجلد، حيث يرتبط الجهاز الهضمي بالجلد من خلال ما يُعرف بـ “محور الأمعاء والجلد”، وهو مسار حيوي يعكس التأثير المتبادل بين الجهاز الهضمي والجلد، وقد يؤدي أي خلل في توازن البكتيريا المفيدة في الأمعاء إلى حالات جلدية مثل حب الشباب، والإكزيما، والعدُّ الوردي.

 

كيف تؤثر صحة الأمعاء على الجلد؟

تلعب الأمعاء دوراً أساسياً في الهضم، وتنظيم جهاز المناعة، وحماية الجسم من الميكروبات الضارة. لكن عندما يختل توازن البكتيريا المفيدة بسبب التغذية غير الصحية أو التوتر أو استخدام المضادات الحيوية، فقد تحدث حالة تُعرف بـ”الأمعاء المتسربة” تسمح بمرور السموم إلى الدم، ما يؤدي إلى الالتهاب الجهازي.

يمكن أن يظهر الالتهاب الجهازي في الجلد بطرق مختلفة:

  • حب الشباب: قد تؤدي بعض أنواع البكتيريا الضارة في الأمعاء إلى زيادة الالتهاب في الجلد وتحفيز الغدد الدهنية، وتُفاقم حب الشباب.
  • الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي): غالباً ما ترتبط بانخفاض تنوع البكتيريا المفيدة، مما يؤثر على توازن جهاز المناعة، ويُسهم في تفاقم الأعراض وحساسية الجلد.
  • العدُّ الوردي: أشارت بعض الدراسات إلى علاقة بين اضطرابات الأمعاء، مثل فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، وظهور العدُّ الوردي على الجلد، وقد تبين أن خفض مستويات نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة من خلال النظام الغذائي واستخدام البروبيوتيك، قد أدى إلى تحسن الأعراض لدى مجموعة من المرضى.

 

علامات تشير إلى وجود خلل بين الأمعاء والجلد

قد يلاحظ الأشخاص الذين يعانون من مشاكل هضمية ونوبات جلدية علامات على وجود صلة بين الأمعاء والجلد. تشمل المؤشرات الشائعة ما يلي:

  • انتفاخ متكرر، أو غازات، أو عسر هضم.
  • حساسية تجاه بعض الأطعمة أو عدم تحملها.
  • التهاب الجلد، أو احمراره، أو ظهور حب الشباب.
  • نوبات من الإكزيما أو العدُّ الوردي.
  • التعب وتقلبات المزاج (والتي ترتبط أيضاً بصحة الأمعاء).

 

كيف تُعزّز صحة الأمعاء والجلد؟

من أجل تحسين صحة الجلد، من المهم العناية بصحة الأمعاء من خلال خطوات مهمة تشمل:

  • اتباع نظام غذائي صحي للأمعاء: التركيز على الأطعمة الكاملة الغنية بالألياف ومضادات الأكسدة والمنتجات المخمرة مثل الزبادي والكفير ومخلل الملفوف والكيمتشي.
  • البروبيوتيك: تساهم مكملات البروبيوتيك أو الأطعمة الغنية بها في إعادة التوازن لبكتيريا الأمعاء. كما تساعد الأطعمة الغنية بالبريبيوتيك مثل الموز والبصل والشوفان، على نمو البكتيريا النافعة.
  • الابتعاد عن الأطعمة المصنعة والسكريات: يمكن أن تساهم هذه الأطعمة في نمو البكتيريا الضارة وزيادة الالتهاب.
  • شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم: إن الحصول على كميات كافية من السوائل يعزز عملية الهضم ويساعد في ترطيب الجلد.
  • إدارة التوتر: يمكن أن يؤثر التوتر المزمن على صحة الأمعاء والجلد من خلال زيادة مستويات الكورتيزول وزيادة الالتهاب.
Powered by Ajaxy