وفقاً لأطلس مرض السكري الصادر عن الاتحاد الدولي للسكري، سُجلت في عام 2021 إصابة نحو 990,000 شخص بالغ تتراوح أعمارهم بين 20 و79 عاماً، بمرض السكري في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد ليصل إلى حوالي 1,177,500 حالة بحلول عام 2030.
ما هي أسباب مرض السكري؟
مرض السكري هو حالة مزمنة تنشأ عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج كمية كافية من الأنسولين، أو عندما لا يستطيع الجسم استخدام الأنسولين المنتج بشكل فعّال. والأنسولين هو هرمون أساسي يُساعد في نقل الجلوكوز من الدم إلى خلايا الجسم، مما يُتيح لها الحصول على الطاقة اللازمة لأداء وظائفها. وفي حال نقص الأنسولين، يتجمع الجلوكوز في مجرى الدم بدلاً من أن يُستخدم.
أنواع مرض السكري
مرض السكري من النوع 1
يُعتبر مرض السكري من النوع 1 اضطراباً مناعياً ذاتياً يمنع البنكرياس من إنتاج الأنسولين بشكل طبيعي. يحدث هذا عندما يهاجم جهاز المناعة خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين ويدمرها. نتيجة لذلك، يحتاج المرضى إلى تناول الأنسولين عبر الحقن أو المضخات أو الاستنشاق. إن كمية الأنسولين اللازمة قد تختلف على مدار اليوم وتعتمد على عدة عوامل، مثل العمر، الوزن، مستوى النشاط البدني، النظام الغذائي، ومستويات الجلوكوز في الدم.
لا تزال الأبحاث مستمرة لفهم الأسباب التي تدفع جهاز المناعة لمهاجمة خلايا الجسم. ومع ذلك، فقد تم تحديد بعض العوامل الوراثية والبيئية التي قد تزيد من قابلية الجسم للإصابة. يمكن أن تظهر أعراض مرض السكري من النوع 1 في أي مرحلة من الطفولة، بدءاً من سن السابعة، وقد تتفاوت في شدتها. تشمل الأعراض الشائعة: عدم وضوح الرؤية، الشعور بالتعب المستمر، الانفعال، تقلبات المزاج، فقدان الوزن، الشعور بالعطش الشديد، وزيادة التبول. حتى الآن، لا توجد طريقة معروفة للوقاية من مرض السكري من النوع 1، لذا من الضروري أن تكون على دراية بالأعراض واستشارة طبيب مختص في الغدد الصماء إذا لاحظت أي من هذه الأعراض.
مرض السكري من النوع 2
يختلف مرض السكري من النوع 2 عن النوع 1، في أنه ليس اضطراباً مناعياً ذاتياً. فهنا يستطيع البنكرياس إنتاج الأنسولين، ولكن قد تكون الكميات غير كافية أو أن الجسم لا يستخدم الأنسولين بشكل فعّال. وهناك عدة عوامل تسهم في مقاومة الأنسولين، منها زيادة الدهون في الجسم، التوتر المستمر، الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة والدهون المشبعة، بالإضافة إلى العوامل الوراثية. وبعض هذه العوامل يمكن السيطرة عليها، مما يساعد في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
تتطور أعراض مرض السكري من النوع 2 بشكل تدريجي على مر الزمن، وقد تشمل الشعور بالوخز أو التنميل في اليدين أو القدمين، وبطء شفاء الجروح، وتظهر عادةً لدى النساء المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS)، أو الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع مستويات الكوليسترول، خاصةً إذا كانوا فوق سن 45 عاماً. يمكن إدارة مرض السكري من النوع 2 باستخدام الأنسولين أو أدوية أخرى، أو من دون أدوية، للسيطرة على مستويات السكر في الدم. ورغم عدم وجود علاجات دائمة لكلا النوعين، إلا أن مرض السكري من النوع 2 يمكن الوقاية منه وإدارته من خلال إجراء تغييرات إيجابية في نمط الحياة والسلوك.