Jan. 16, 2025

فهم الجلوكوما: الخطر الصامت على العيون وطرق الحفاظ على بصرك

فهم الجلوكوما: الخطر الصامت على العيون وطرق الحفاظ على بصرك
ما هي الجلوكوما؟
الجلوكوما هي حالة تصيب العصب البصري، المسؤول عن نقل المعلومات البصرية من العينين إلى الدماغ، وغالباً ما يكون السبب الرئيسي لذلك هو ارتفاع ضغط العين، مما قد يؤدي إلى فقدان البصر أو حتى العمى. ومع ذلك يمكن أن تحدث الجلوكوما أحياناً حتى عندما يكون ضغط العين ضمن المستويات الطبيعية.​

على الرغم من أن الجلوكوما قد تصيب الأشخاص في مختلف الأعمار، إلا أنها أكثر شيوعاً بين كبار السن وتعتبر أحد الأسباب الرئيسية للعمى في هذه الفئة العمرية. يتطور المرض عادةً بشكل تدريجي وبصمت، حيث لا تظهر أعراض تحذيرية، مما يجعل العديد من المرضى لا يُلاحظون التغيرات في رؤيتهم إلا في مراحل متقدمة.​

ونظراً للطبيعة الصامتة للجلوكوما، تصبح الفحوصات الدورية للعين ضروريةً للحفاظ على صحة البصر. حيث تُمكّن الفحوصات التي تقيس ضغط العين من الكشف المبكر عن الجلوكوما، مما يتيح التدخل العلاجي في الوقت المناسب وبكفاءة عالية، الأمر الذي يقلل من فقدان البصر بشكل كبير أو حتى منعه. ومع ذلك، في حال تشخيص الجلوكوما، تتطلب الحالة مراقبة دورية ورعاية مستمرة مدى الحياة لضمان الحفاظ على صحة البصر.​

فهم عوامل الخطر
هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بالجلوكوما، وأبرزها العمر، حيث تتضاعف احتمالية الإصابة بشكل كبير بعد سن الستين. كما أن التاريخ العائلي يلعب دوراً أساسياً، إذ إن وجود أقارب مصابين بالجلوكوما يزيد من خطر الإصابة بسبب الروابط الوراثية المحتملة.​

تُشكل الحالات الصحية المزمنة عاملاً آخر يجب مراعاته، حيث يكون الأشخاص المصابون بمرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب أكثر عرضة للإصابة بالجلوكوما، لأن هذه الحالات قد تؤثر على تدفق الدم وتنظيم ضغط العين. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يؤدي الاستخدام المطول لبعض الأدوية، مثل قطرات العين التي تحتوي على الكورتيزون، إلى ارتفاع ضغط العين، مما يسبب تلفاً في العصب البصري.​

إن الإصابات السابقة في العين، سواء كانت نتيجة صدمة أو جراحة، قد تعيق التصريف الطبيعي للسوائل في العين، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط وزيادة خطر الإصابة بالجلوكوما. وكذلك، فإن الحالات التي تؤثر على الدورة الدموية، مثل الصداع النصفي أو انخفاض ضغط الدم، قد تقلل من تدفق الدم إلى العصب البصري، مما يجعله أكثر عرضة للتلف.​

ولأن الجلوكوما تتطور عادةً بصمت دون ظهور أعراض واضحة في مراحلها المبكرة، يجب على الأفراد الذين لديهم عامل خطر واحد أو أكثر إجراء فحوصات دورية للعين. حيث إن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يساعدا في الحفاظ على صحة العين وجودة الحياة.​

التعرّف على الأعراض
غالبًا ما تتطور الجلوكوما بصمت دون ظهور أعراض واضحة حتى تصل إلى مراحل متقدمة. ومع ذلك فإن التعرف على الأعراض التحذيرية يمكن أن يساعد في الحصول على الرعاية الصحية في الوقت المناسب.​

تختلف أعراض الجلوكوما حسب نوعها ومرحلتها، ومن أبرزها الآتي:​

فقدان الرؤية التدريجي: يبدأ غالباً بتدهور الرؤية الطرفية (الجانبية)، وهذا الأمر لا يمكن ملاحظته في المراحل المبكرة.​
عدم وضوح الرؤية: مواجهة صعوبة في التركيز أو الرؤية بوضوح.​
رؤية هالات حول الأضواء: ظهور هالات تشبه قوس قزح حول الأضواء الساطعة، وخاصة في الليل.​
ألم في العين: شعور بانزعاج شديد أو وجع في العين.​
احمرار في العين: احمرار دائم لا يختفي بسهولة.​
الغثيان والقيء: يظهران أحياناً مصاحبين لألم شديد في العين.​
تغيرات مفاجئة في الرؤية: مثل فقدان واضح للرؤية أو ظهور مناطق مظلمة في مجال الرؤية.​

الوقاية
على الرغم من أن الوقاية الكاملة من الجلوكوما قد لا تكون ممكنة دائماً، إلا أن هناك خطوات استباقية فعّالة يمكن اتخاذها لحماية بصرك، وتقليل خطر حدوث مضاعفات خطيرة، والكشف المبكر عن الجلوكوما قبل أن تظهر الأعراض، وفي مقدمة هذه الإجراءات، فحوصات العين الدورية والشاملة.​

بالإضافة إلى ذلك، يُعدُّ تبني نمط حياة صحي عاملاً أساسياً في الوقاية من الجلوكوما وعلاج الحالات الصحية المزمنة، من خلال اتباع نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية المفيدة للعين، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتحسين تدفق الدم إلى العصب البصري. كما يُعدُّ الإقلاع عن التدخين، واتخاذ التدابير اللازمة لحماية العينين من الإصابات، واستخدام أدوية الكورتيكوستيرويد تحت إشراف طبي دقيق، من الخطوات الضرورية للحفاظ على صحة العين.​

ويساعد الكشف المبكر والرعاية الوقائية في الحد من فقدان البصر الناتج عن الجلوكوما، وفي بعض الحالات قد يمنع حدوثه، مما يساهم في الحفاظ على جودة حياة المريض.​
Powered by Ajaxy