مريض إماراتي يستفيد من جراحتين حديثتين بأقل مقدار من التدخل الجراحي لعلاج آلام الظهر الشديدة، ليعود إلى حياته الطبيعية في غضون 24 ساعة
أعلنت مدينة الشيخ شخبوط الطبية، إحدى أكبر المستشفيات الرائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة لرعاية الحالات الحرجة والمعقدة والمشروع المشترك بين شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” ومايو كلينك، عن استخدامها لتقنيات جراحية متقدمة تختصر إلى حد كبير فترات التعافي بعد جراحات العمود الفقري، وحتى المعقدة منها. ونجحت مدينة الشيخ شخبوط الطبية مؤخراً بفضل هذه التقنيات في علاج مريض يعاني من آلام شديدة في العمود الفقري.
وأصيب جاسم المرزوقي بإصابة رياضية تسببت في تلف العمود الفقري القطني. ونتجت عن الإصابة آلام شديدة في أسفل الظهر وتيبس في الظهر وتشنجات عضلية مرتبطة بأعراض الضغط على جذر العصب، مثل آلام الساق والخدر والضعف. وعانى المريض أيضاً من ألم شديد لدرجة أنه نُقل بسيارة الإسعاف إلى مدينة الشيخ شخبوط الطبية وكان لا بد من تخديره، حتى يتمكن من الاستلقاء بدون حركة لإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي بغرض التشخيص.
وأجرى الدكتور وسيم عزيز، استشاري جراحة الأعصاب، عملية جراحية محدودة التدخل يطلق عليها اسم الانصهار بين الفقرات القطنية عبر الجلد (TLIF) لإزالة تنكّس القرص وتخفيف الضغط على جذور الأعصاب في العمود الفقري القطني، وهي تقنية فريدة من نوعها إذ أنه في العادة يتم إجراء العملية كجراحة مفتوحة، مع فترات تعافي طويلة. وتكللت الجراحة المتقدمة بالنجاح وتمكن المرزوقي من المغادرة والذهاب إلى العمل في اليوم التالي لحضور مقابلة الترقية.
بعد ثلاثة أشهر من الجراحة، واجه المرزوقي مشكلة مختلفة في العمود الفقري، لكنها أثرت هذه المرة على رقبته، حيث تعرضت إحدى الأقراص العنقية للانزلاق، ما نتج عنه ألم شديد في رقبته وذراعه اليسرى. وبعد تجربته الأولى الناجحة، عاد إلى مدينة الشيخ شخبوط الطبية لإجراء الجراحة الثانية.
وقال الدكتور عزيز: “أجرينا جراحة معقدة جديدة في العمود الفقري باستخدام تقنية أخرى تسمى استئصال القرص العنقي الأمامي والانصهار لإزالة تنكّس القرص في رقبة المريض. وخلال هذا الإجراء، يتم إجراء شقّ في الحلق للوصول إلى القرص وإزالته ويتم إدخال طعم عظمي لدمج العظام فوق القرص وتحته”.
لقد أسهمت التطوّرات الحديثة في التكنولوجيا إلى توفر أقفاص تيتانيوم مصنّعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد التي تساعد على تحسين معدلات الاندماج واستعادة الجزء العلوي من العمود الفقري.
وأشاد جاسم بالرعاية المتميزة التي تلقاها في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، حيث ذكر بأنه محظوظ للغاية لتلقيه هذا العلاج المتقدم. وقال: “للأسف لم أعاني من مشكلة واحدة فحسب، بل تعرضت لمشكلتين رئيسيتين في العمود الفقري سببتا لي آلاماً مبرحة، لكن الدكتور عزيز وفريقه الطبي كانوا على ثقة بأنني سأحصل على نتيجة جيدة وأعود إلى حياتي الطبيعية. لقد ذهلت لدخولي ومغادرتي المستشفى وتلاشي الألم بهذه السرعة”.
وقال الدكتور عاتق المصعبي، نائب المدير التنفيذي للشؤون الطبية واستشاري الجراحة العامة في مدينة الشيخ شخبوط الطبية: “آلام العمود الفقري هي من المشاكل الصحية الشائعة التي يعاني منها الكثيرون، وفي بعض الحالات تصبح الجراحة ضرورية لحل المشكلة. ويخشى الناس عادة جراحة العمود الفقري لأن فترات التعافي قد تكون طويلة، لكن الآن ومع استخدام التقنيات المتطورة، يمكن للمرضى تحقيق نتائج ممتازة والعودة إلى حياتهم اليومية في أسرع وقت”.
وأضاف الدكتور المصعبي: “تعد مدينة الشيخ شخبوط الطبية من أكبر المستشفيات في دولة الإمارات لرعاية الحالات الحرجة والمعقدة، لذلك نلتزم بتقديم رعاية طبية عالمية المستوى تلبي الاحتياجات الفريدة لكل مريض”.