جائحة «كورونا» غيرت المفاهيم التقليدية للرعاية الصحية

القائد المستقبلي في الرعاية الصحية: التحديات والفرص

التوجه نحو زيادة معرفة المرضى

قال الدكتور زبير: “لن يكون المرضى في الغد مثل مرضى اليوم، فمن المحتمل أن يكونوا أكثر دراية واطلاعاً، وذلك بفضل تزايد المعلومات المتوفرة حول الصحة والأمراض والعلاج، والمتاحة بسهولة عبر الإنترنت. ولكن قد يكون من الخطأ الاعتماد على ذلك عند النظر في حالة المريض نفسه”.

دور نظام الرعاية الصحية

يتمثل دور نظام الرعاية الصحية في تكييف معارف المرضى لوضعها في إطارها الصحيح. بالإضافة إلى ذلك، نشهد توجهاً متزايداً لدى المرضى نحو الانخراط بصورة أكبر في رعايتهم الصحية الذاتية.

التغيرات في مفهوم الرعاية الصحية

في الماضي، كان مفهوم المرضى يتمثل بأن الخبير أو الممارس هو الجهة الموثوقة التي يمكن الاعتماد عليها في التوجيه وتولي زمام المبادرة. نتيجة لذلك، لم يكن لدى المرضى رغبة في المشاركة في الرعاية التي يتلقونها. أما المرضى في المستقبل، فهم سيحظون بمعرفة أعمق، وبفضول ووعي أكبر حول الأمراض وأساليب العلاج.

أهمية القائد المستقبلي في الرعاية الصحية

من هذا المنطلق، ينبغي على القائد المستقبلي للرعاية الصحية أن يدرك بصورة أساسية أن المرضى أصبحوا أكثر دراية بحالاتهم الصحية، وأوسع اطلاعاً حول العلاجات المتاحة، وأكثر معرفة بالأخصائيين المتوفرين لعلاجهم. لذلك، يجب على نظام الرعاية الصحية أن يلتزم بجمع هذه المعلومات ويعرضها أمام المرضى بصورة منطقية.

دور القيادة في تثقيف المرضى

يمكن لأي شخص أن يقرأ عن الأمراض على الإنترنت، ونتيجة لهذا، قد يتمكن من إنشاء فهم محدود لحالته الصحية. ولذا، سيكون على قيادات الرعاية الصحية دورٌ أساسي في تثقيف المرضى، لإعطائهم صورة أكثر وضوحاً وتفصيلاً حول الأمراض والحالات الصحية

إعداد المتخصصين في الرعاية الصحية: التحديات والفرص المستقبلية

تسارع الخطوات نحو المستقبل وتحديات التعليم الحالية

أشار الدكتور أبا زبير إلى أن الخطوات تتسارع نحو المستقبل يوماً بعد يوم، لكن الجهود التعليمية ما زالت متأخرة. في الوقت الحالي، ينصبّ التركيز على المحتوى، ولكن في المستقبل، سيصبح حفظ المحتوى غير ضروري نظراً لإمكانية البحث والعثور بسهولة على المعلومات باستخدام التكنولوجيا المتاحة.

أهمية الإبداع في قادة المستقبل

رغم أهمية الاحتفاظ بمخزون معرفي جيد، إلا أن الإبداع هو ما سيجعل قادة المستقبل فعّالين حقاً. يجب تدريب أخصائيي الرعاية الصحية لدينا على وضع سيناريوهات تُحفّز إبداعاتهم في العمل وتقديم تصورات ومقاربات تُبرز التفكير النقدي والإبداعي، وإيجاد حلول مبتكرة للمشكلات.

ضرورة إعادة النظر في مناهج الرعاية الصحية

هناك نقاش حول ضرورة أن تكون مناهج الرعاية الصحية واسعة النطاق كما هي الآن. يُطرح السؤال: هل يحتاج أخصّائيو الرعاية الصحية إلى مرحلة طويلة من التعليم؟ وهل سيكون التدريب المتخصّص أكثر فاعلية في تلبية الاحتياجات المستقبلية؟

التعليم المختلط: الجمع بين الطب والهندسة

ماذا عن التعليم المختلط، مثل الجمع بين الطب والهندسة؟ عند التفكير في تعديل مفاهيم التعليم ضمن قطاع الرعاية الصحية، يكون التغيير بطيئاً. هناك تباين كبير على الصعيد العالمي؛ حيث تتميز أنظمة الرعاية الصحية التقليدية بالمنهجية المحافظة، في حين تبدو الأنظمة الأخرى أكثر انفتاحاً نحو إنشاء برامج متكيّفة تتوافق مع المستقبل.

الحاجة إلى موازنة المناهج التقليدية والابتكار

في مستقبل الرعاية الصحية، لن يكون هناك أي شيء طبيعياً كما اعتدنا عليه. سيكون على القائد المستقبلي الجيد في الرعاية الصحية مهمة متعددة المفاهيم، حيث سيتعين عليه الموازنة بين المناهج التقليدية والأفكار الراسخة، مع توجيه القدرات العالية للغد الواعد، في سبيل تطوير وازدهار قطاع الرعاية الصحية في المستقبل