- أصيبت المريضة “بالخوف من الطعام” وبدأت في تجنب الوجبات لأنها توقعت ألماً شديداً بعد الأكل
- اتبع الفريق متعدد التخصصات نهج مناسب في العلاج لضمان الشفاء السريع
أجرى الفريق الطبي بمدينة الشيخ شخبوط الطبية، إحدى أكبر المنشآت الصحية في دولة الإمارات والمختصة في تقديم خدمات الرعاية الصحية للحالات الحرجة والمعقدة، والمشروع المشترك بين شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” و”مايو كلينك”، عملية جراحية ناجحة لمواطنة إماراتية كانت تعاني من إقفار المساريق المزمن أو مايعرف بالذبحة المعوية .
وتحدث الذبحة المعوية عند الضيق الشديد أو الانسداد الكامل لشرايين الأمعاء مما يمنع تدفق الدم، مسببةً الغثيان والحمى والألم الشديد في غضون دقائق قليلة من تناول الطعام، ويتسبب هذا بحالة يطلق عليها “رهاب الطعام”، والذي يؤدي إلى عزوف المرضى عن تناول الطعام لخوفهم من الألم الذي يليه، حيث يحدث ذلك بمجرد أن يشم المرضى رائحة الطعام، وتستعد أمعائه لتناوله، ولكن بسبب عدم توفر إمدادات الدم الكافية إلى الأمعاء، فيمتنع المريض عن تناول الطعام مما يؤدي عادة إلى فقدان الوزن، وبالأخص في حالة هذه المريضة التي أوصلها المرض إلى مرحلة خطيرة من فقدان الوزن.
وشارك في إجراء العملية الجراحية كل من: الدكتور محمد باجنيد، استشاري ورئيس قسم جراحة الأوعية الدموية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية بالشراكة مع مايو كلينك، وزملائه في قسم الأشعة، الدكتور شهبازالي باتيل والدكتور رافي جاداهاغ. وعلق الدكتور باجنيد على هذا الإنجاز الطبي قائلا: “الذبحة المعوية تشابه الذبحة الصدرية، ولكنها تحدث في الأمعاء، وإذا تأخرت هذه المريضة من دخول المستشفى في غضون أسبوع، فكانت ستعاني من أمعاء ميتة، ولسوء الحظ يعاني الكثير من نفس الحالة، ولكن عادة ما يأتي تشخيصهم متأخراً، بسبب صعوبة تحديد سبب الألم في البداية، وبالتالي يتعرض المريض لمضاعفات سوء التغذية، وعندما يسعون للعلاج في مراحل متأخرة فقد يصابون بالغرغرينا (موت أنسجة الجسم بسبب نقص تدفق الدم) في القناة الهضمية بسبب عدم تقديم العلاج المناسب في وقت مبكر، وترتبط الغرغرينا في القناة الهضمية بمعدل وفيات مرتفعة تبلغ 50 %”.
وتفصيلاً، تم تشكيل فريقاً متعدد التخصصات يتكون من أخصائي تغذية، وطبيب تخدير، وجراح الأوعية الدموية، وأخصائي الأشعة التداخلية للأوعية الدموية للمساعدة في العلاج قبل الجراحة، حيث تم إجراء فحوصات متخصصة وفحص بالموجات فوق الصوتية لفحص شرايين الأمعاء، وهي عملية معقدة، وتم إجراء العملية في غرفة الجراحة الهجينة، إذ استغرقت العملية “عالية الخطورة” حوالي ثلاث ساعات، قام خلالها الدكتور باجنيد، الحاصل على شهادة البورد في المملكة المتحدة، إلى جانب استشاري الأشعة التداخلية، بوضع دعامة في أحد شرايين أمعاء المريضة عبر شريان ذراعها.
وأضاف الدكتور باجنيد: “كانت المريضة تعاني من أكثر الشرايين التي رأيتها تكلسًا أو انسدادًا، فقد أجرينا عملية جراحية مفتوحة تمكّنا خلالها من تركيب دعامة، وذلك بفضل البيئة المعقمة التي توفرها غرفة الجراحة الهجينة المتطور والفريدة من نوعها في المنطقة، والتي عززت من جودة النتائج وتفادي المضاعفات المحتملة، وخرجت المريضة بجرح وحيد في مرفقها، وهي الآن في حالة مستقرة وفي طريقها إلى الشفاء التام “.
غادرت المريضة المستشفى بعد حوالي يومين من العملية، وتتابع خطتها العلاجية مع اختصاصي التغذية للتغلّب على خوفها من الطعام وإدارة نظامها الغذائي بعد العملية.
ومن جانبه، أكد الدكتور ماثيو جيتمان، المدير التنفيذي للشؤون الطبية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية: “باعتبارها من أكبر مستشفيات الدولة للرعاية المعقدة والحرجة، تقدم مدينة الشيخ شخبوط الطبية بالشراكة مع مايو كلينك خدمات أكثر شمولاً من الرعاية الصحية المتكاملة للمرضى في أبوظبي، ومن خلال تقديم العلاجات الطبية لمجموعة واسعة من الحالات المعقدة، كما في هذه الحالة، نهدف إلى وضع معايير جديدة للرعاية الصحية في المنطقة، وذلك بفضل المواهب الطبية ذات المستوى العالمي والخبرة الواسعة والمتنوعة، نحن ملتزمون بتقديم جودة عالية وخدمة موثوقة ومتميزة.”
وأضاف: “سنواصل العمل على تحديث طرق تقديم الرعاية في المنطقة، وتعزيز مكانة مدينة الشيخ شخبوط الطبية كمركز طبي إقليمي، وترسيخ مكانة أبوظبي على خريطة الرعاية الصحية العالمية”.