أعلنت مدينة الشيخ شخبوط الطبية، إحدى أكبر المستشفيات الرائدة المتخصصة في الرعاية المعقدة في دولة الإمارات العربية المتحدة والمشروع المشترك بين شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” ومايو كلينك، عن نجاحها في علاج طفل حديث الولادة مصاب بعيب خلقي معقد، حيث وُلد الطفل برتق المريء طويل الفجوة وهو اضطراب خلقي حيث لا يتكوّن المريء بشكل طبيعي أثناء الحمل، بالإضافة إلى الناسور الرغامي المريئي وهو وصلة غير طبيعية بين المريء والقصبة الهوائية.
وتألف فريق المستشفى متعدد التخصصات من طبيب التخدير وفريق العناية المركزة لحديثي الولادة وجرّاح الأطفال، بالإضافة إلى خبير النطق والبلع وأخصائي التغذية. وقد تعاون الفريق لعلاج المريض واستعادة وظائفه البدنية، مما سمح له بالحصول على التغذية بشكل طبيعي من دون مواجهة صعوبات في التنفس.
وحول هذا الإنجاز المهم، علّق الدكتور ماثيو جيتمان، مدير الشؤون الطبية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية بالقول: “تفخر مدينة الشيخ شخبوط الطبية بريادتها لأفضل الممارسات السريرية وتقديم رعاية متكاملة حتى لأكثر الحالات ندرة وتعقيداً. وقد أظهر النجاح في التعامل مع هذه الحالة خبرات فريقنا وعملهم معاً بتناغم تام مما شكل أساساً لنجاح الجراحة وعكس أيضاً التزام المستشفى برسالته ورؤيته بوضع المرضى دائماً في المقام الأول. وبالاعتماد على محاور الممارسة الطبية والبحث والتعليم التي تميّز نموذجنا الفريد للرعاية الصحية، تتطلع مدينة الشيخ شخبوط الطبية إلى مواصلة رحلة التطوّر ووضع معيار جديد للرعاية الإنسانية التي تقدمها والاهتمام والعناية بالمرضى.”
يصيب رتق المريء واحد من كل 4,000 طفل على مستوى العالم، وتحدث هذه الحالة حين لا يتصل المريء العلوي، الذي ينقل الطعام من الفم إلى المعدة، بالمريء السفلي والمعدة.
معلقاً على الإجراء الجراحي، قال الدكتور افتخار جان سليمان، استشاري جراحة الأطفال ورئيس قسم جراحة الأطفال في مدينة الشيخ شخبوط الطبية: “نظراً لأن الطفل خاض عملية ولادة صعبة ودقيقة للغاية، وكان عمره أقل من 28 يوماً ووزنه لا يتعدى 1.9 كجم، كان علينا اتباع أسلوب علاجي معقد للغاية. كانت الفجوة بين المنطقتين في المريء واسعة، وعادة ما يتم إجراء ترميم مرحلي لهذه الحالات غير الطبيعية. وقد ارتأينا إجراء جراحة مؤلفة من مرحلة واحدة باستخدام المنظار الصدري بدلاً من إجراء شق جراحي طويل في جدار الصدر. وبالفعل نجحت الجراحة التي اتبعت تقنية ثقب المفتاح بأقل تدخل جراحي في إصلاح رتق المريء والناسور الرغامي المريئي لدى المريض ومكنتنا من إنشاء وصلة جديدة بالمريء. نفتخر بالعمل الجماعي المتكامل الذي قدمه فريق العناية المركزة لحديثي الولادة وفريق التخدير المتخصص حيث ساهمت هذه الخبرات الواسعة في جراحة الأطفال في إنجاح هذا الإجراء المنقذ لحياة الطفل.”
أما من جانب فريق التخدير، فقال الدكتور تامر حامد إبراهيم، استشاري التخدير وتخدير الأطفال في مدينة الشيخ شخبوط الطبية: “من التحديات التي تمكنا من السيطرة عليها كفريق تخدير، هي انخفاض الوزن الشديد للمريض إلى جانب وجود فتحة بين وعاءين دمويين رئيسيين في القلب، والنوبات التي تصيب حديثي الولادة، بالإضافة لنقص سكر الدم واضطرابات الكهارل (الإلكترولايتس)، مما استلزم مجهوداً في غاية الدقة من فريق التخدير لإدارة حالة المريض أثناء الجراحة. لهذه الأسباب، وضعنا خطة في غاية الدقة تضمن حصول المريض على الهواء بشكل مناسب ووقايته من انخفاض حرارة الجسم ونقص السكر في الدم وإبقاء الطفل في حالة مثالية للجراحة.”
وأضاف: “أنا في غاية السعادة لنجاح النهج الذي اتبعه فريقنا متعدد التخصصات لتنفيذ هذا الإجراء الجراحي المتقدم، مما ساعد في إنقاذ حياة المريض، وأشعر بامتنان كبير لجميع أعضاء الفريق.”