الصيام والدواء
يعرف الامتثال الطبي بالتزام المرضى بتعمليات الطبيب ومواعيد الدواء بدقة تامة، حيث يؤكد الأطباء على ضرورة اتباع التعليمات الطبية نظراً لأهمية ذلك في تحسين حالة المرضى
وتخفيف المخاطر المتعلقة بتقدم المرض والأعباء المالية أيضاً.
مما لا شك به أن للصيام فوائد صحية كثيرة، لكن التحقق من أن الصيام لن يشكل مخاطراً صحية في حال معاناتك مرضاً مزمناً يعد أمراً بالغ الأهمية، وبشكل خاص عند ضرورة
التزامك ببرنامج دوائي معين.
حيث أكد العديد من العلماء في جميع أنحاء العالم الإسلامي بأن المسلم المريض معفى من الصيام عند وجود خطر يهدد صحتهم، ويسبب ضرراً بالغاً لجسدهم وصحتهم العامة.
لكن ما زال بإمكانك أن تكسب بركات هذا الشهر بالصيام وأن تكسب صحتك أيضاً بفضل نصائح الدكتورة فاطمة غلفي، والتي ستساعدك على الصيام وتحقيق أكبر قدر ممكن من الامتثال
الطبي:
1. كيف تنظم مواعيد تناول الدواء؟
توصف الأدوية على اختلافها في مواعيد محددة من اليوم، وذلك نظراً لسرعة تحلل الدواء والوقت الذي يحتاجه الجسم للاستجابة وكذلك الغرض الطبي من تناول الدواء.
وفي حال معاناتك مرضاً يتطلب العلاج الدوائي تنصح الدكتورة فاطمة الغفلي بتغيير جدول مواعيد الدواء بحيث يتوافق مع ساعات الإفطار والسحور.
أما في حال التزامك بدواء الغدة الدرقية فعليك أخذ حبة واحدة يومياً قبل نصف ساعة من تناول طعام الإفطار.
2. احذر التفاعلات الدوائية
يحدث التسمم الدوائي نظراً للتفاعل السلبي للمواد الكيميائية التي تتكون منها بعض الأدوية والتي لا يجب تعاطيها مع بعضها، لذلك لا بد من إعلام الطبيب عن الأدوية التي
تتناولها بشكل دائم للتحقق ما إذا كان تركيبها الكيميائي يتعارض مع الدواء الذي سيصفه لك، وسيقوم بدوره بتغيير الدواء أو تحديد الفاصل الزمني ما بين الجرعتين.
وهذا ما تؤكد عليه الدكتورة فاطمة، فالفاصل الزمني الكافي بين الجرعتين الدوائيتين أمراً لا بد من مراعاته عند أخذ الدواء في رمضان.
3. حافظ على رطوبتك
احرص على شرب 8-10 أكواب من الماء يومياً ليبقى جسمك رطباً خلال ساعات الصيام، ويجب أن تزيد تلك الكمية في حال تناول دواء ما لتساعد جسمك على التخلص من الترسبات الدوائية
والأعراض الجانبية المتمثلة بالجفاف.
وتقترح الدكتورة فاطمة بعض النصائح التي من شأنها مساعدتك على بقاء جسمك رطباً:
- الإكثار من شرب الماء في رمضان وزيادة تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء (البطيخ والعنب والتفاح والخيار والكرفس).
- التقليل من تناول القهوة والشاي والمشروبات الغازية التي تحتوي على مادة الكافئين، لأنها ستزيد من إطراحك للماء وحاجتك للتبول مما يسبب الجفاف.
- تجنب الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من السكر (مثل الصودا) والوجبات الدهنية، وخاصة الوجبات السريعة والأطعمة الغنية بالتوابل.
- الابتعاد عن أشعة الشمس والحرارة الزائدة قدر الإمكان والبقاء في منطقة مظللة باردة.
- تناول أدوية مدرات البول التي تستخدم لارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى عل الإفطار وتجنب تناولها قبل النوم لتقليل الحاجة للتبول.
4. هل يمكن لتناول الفيتامينات المتعددة خلال رمضان تعويض نقص التغذية الحاصل خلال ساعات الصيام؟
إذا كانت لديك ظروف خاصة تتطلب تزويد جسمك بعناصر غذائية معينة فالحل الأمثل لهذه الحالة هو اعتماد أصناف الطعام التي تزودك بهذه العناصر، لكن في حال وجود صعوبات ما في
تناول هذه الأطعمة كعدم تقلبك لها أو لتكلفتها المادية العالية، فيمكنك استبدالها بالفيتامينات.
وينصح الأطباء بعدم تناول هذه الفيتامينات على معدة فارغة قبل الإفطار لانها ستجعلك تشعر بالتعب والمرض، وبالنسبة للفيتاميات التي تحتاج وسطاً دهنياً لتتحلل كفيتامين A
وD وE و K فيجب تناولها مع وحجبة دسمة تجعل تحللها وامتصاصها أسهل.
أما بالنسبة للفيتامينات القابلة للذوبان في الماء مثل B1 و B2 و B3 وحمض الفوليك وفيتامين C يمكنك تناولها على معدة فارغة، ولكنها قد تسبب حساسية في المعدة أو شعور بعدم
الراحة.
بينما تعتبر فيتامينات B المركبة مع السحور خياراً جيداً لأنها تعزز الطاقة في بداية اليوم، أما بالنسبة لفيتامين C فمن الأفضل تناوله بعد الوجبات.
تؤكد الدكتورة فاطمة أن الفيتاميات تلعب دوراً هاماً في تعزيز الخلايا الطبيعية والمناعة، كما تمد الجسم بالطاقة اللازمة للقيام بالوظائف الحيوية إلى جانب توفيرها مضادات
الأكسدة التي تحمي خلايا الجسم من الأمرا ض، وعلى الرغم من تأكيدها على أن افضل مصدر للفيتامينات هو الطعام الصحي العضوي إلّا أنها توصي بالمكملات الغذائية وأقراص
الفيتامينات القابلة للذوبان.
كما تؤكد على أن المصادر الغنية بالفيتامينات والمعادن تشمل الخضار والحبوب الكاملة والمكسرات والفواكه (طازجة أو جافة أو عصير)، كما يجب أن نعتمد على الحليب واللبن
اللذان يوفران الكالسيوم والفيتامينات والمعادن لصحة العظام.
