جراحة معقدة في الأوعية الدموية لمريضة تبلغ من العمر 35 عاماً، بعد تعرضها لتمزق جراء حالة نادرة في الشريان الأورطي داخل البطن
أبوظبي، الامارات العربية المتحدة، ديسمبر 2022- أعلنت مدينة الشيخ شخبوط الطبية بالشراكة مع مايوكلينك ، إحدى أكبر مستشفيات دولة الإمارات في تقديم خدمات الرعاية الصحية للحالات الحرجة والمعقدة، والمشروع المشترك بين شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” ومايو كلينك، مؤخراً عن إجراء عملية استبدال كاملة للشريان الأورطي في البطن لإنقاذ حياة مريضة تبلغ من العمر 35 عاماً بعدما تعرضت لتمدد الشريان الأورطي البطني.
ونُقلت أنالين بيساو، فيليبينية الجنسية، إلى قسم الطوارئ في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، وهي تعاني من ألم شديد في البطن، بين تصوير الأشعة المقطعية أنها مصابة بتمزق في الشريان الأورطي في البطن، بحجم 9 سم، وتم تقييمها من قبل الدكتور محمد باجنيد، استشاري ورئيس قسم جراحة الأوعية الدموية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية والذي يمتلك خبرات سريرية تزيد عن 27 عاماً كجراح للأوعية الدموية، قاد خلالها واحدة من أكبر الممارسات الطبية في إدارة تمدد الشريان الأورطي وجراحات الشريان السباتي في المملكة المتحدة قبل الانتقال إلى دولة الإمارات.
تلقت أنالين رعاية متكاملة وبالسرعة المطلوبة لإنقاذ حياتها، بفضل استجابة الفريق الطبي المتمرس وتوفر أحدث المعدات التشخيصية والتقنيات الجراحية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية بالشراكة مع مايو كلينك.
وقال الدكتور باجنيد: “كانت المريضة قد وصلت إلى مدينة الشيخ شخبوط الطبية وهي تعاني من انخفاض في ضغط الدم تصاحبه آلام شديدة. في البداية، انتفخ الشريان الأورطي الرئيسي في بطنها وتمزّق، مما تسبب بحدوث نزيف، ونظراً لتعقيد حالتها وضرورة التدخل الفوري، كان على فريقنا التحرك بسرعة كبيرة، لذلك وفي غضون نصف ساعة من التشخيص، كنا قد وضعنا المشبك على الشريان الأورطي لوقف النزيف، وبمجرد أن تمكنا من القيام بذلك، شرعنا في فتح البطن واستبدال الشريان الأورطي بأكمله برقعة اصطناعية داخل بطنها “.
وبخلاف أمراض القلب والأوعية الدموية المعروفة، مثل أمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية، فإن تمدد الشريان الأورطي أقل شيوعاً وعادة ما يصيب الأشخاص فوق 70 سنة. ويمكن لبعض عوامل الخطر، مثل التقدم في السن، والاختلافات بين الجنسين، وارتفاع ضغط الدم، والتدخين، والاضطرابات الجينية أو الأيضية، أن تساهم في تطوّر تمدد الشريان الأورطي.
وتابع الدكتور باجنيد: “لسوء الحظ، يموت نصف الأشخاص الذين يعانون من التمزق الناجم عن تمدد الشريان الأورطي داخل البطن قبل وصولهم إلى المستشفى، ولا ينجو منهم سوى نصف أولئك الذين يصلون إلى المستشفى، وبالتالي فهي حالة خطرة وقاتلة. بشكل عام، فإنّ هذه الأنواع من تمدد الأوعية الدموية أقل شيوعاً في دولة الإمارات العربية المتحدة مقارنة بمناطق أخرى حول العالم، مثل أوروبا والولايات المتحدة. وقد يرجع ذلك نسبياً للتعداد الكبير للشباب.”
وأضاف: “لقد كانت هذه الحالة نادرة للغاية واستثنائية، نظرًا لغياب عوامل الخطر، فالمريضة شابة وغير مدخنة إلا أن بفضل التشخيص الدقيق والاستجابة السريعة، يسعدني أن أقول إنها تعافت بشكل ممتاز وتمكنت من العودة إلى منزلها بعد خمسة أيام من خضوعها للإجراء “.
وعن تجربتها، قالت السيدة بيساو: “عانيت من آلام كثيرة لدرجة أنني اعتقدت حقاً أن حياتي ستنتهي في أي لحظة، إلى هذه الدرجة وصل بي مستوى الخوف، لا أصدق أن الأمر قد انتهى. أشعر الآن بتحسن كبير وارتياح. وقد أخبرني الدكتور باجنيد أنه لا داعي للقلق بعد الآن، وأنا ممتنة له للغاية ولفريق الرعاية في المستشفى على جهودهم لإنقاذ حياتي “.
ويشار إلى أنّ تمدد الشريان الأورطي البطني هو عبارة عن منطقة متضخمة في الجزء السفلي من الشريان الأورطي، وهو شريان رئيسي يمد الجسم بالدم، ويمتد هذا الشريان من القلب ويمر عبر الصدر والبطن وهو أكبر وعاء دموي في الجسم، لذلك يمكن أن يتسبب تمزق الشريان الأورطي داخل البطن في حدوث نزيف قاتل.
وغالبًا ما يتم تشخيص تمدد الأوعية الدموية باستخدام الموجات فوق الصوتية والتي يمكنها اكتشاف التمدد بدقة تصل إلى 99.9%، وفي حالة كان التمدد صغيرًا فيتم إجراء فحوصات منتظمة لمتابعته حتى يصل حجم تمدد الشريان إلى 5.5 سم، حينها يوصى بإجراء جراحي اختياري.
ومن جانبه، قال الدكتور ماثيو جيتمان، الرئيس التنفيذي للشؤون الطبية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية بالشراكة مع مايو كلينك: “يعمل فريقنا الطبي على توفير خدمات متكاملة تتمحور حول المريض نفسه وتقديم الرعاية والتعاطف في جميع الأوقات. وتعمل مدينة الشيخ شخبوط الطبية باستمرار من أجل الارتقاء بمستوى خدمات الرعاية الصحية في إمارة أبوظبي وتحسين المعايير المتّبعة من خلال جلب نموذج رعاية مايو كلينك الفريد إلى المنطقة، لتكون الوجهة الطبية الرائدة للرعاية الحرجة والمعقدة، تماماً كالحالة المذكورة أعلاه، ومزوّد من الفئة الأولى لخدمات الرعاية الصحية. ولتحقيق هذا الهدف، نعتمد أحدث التقنيات والإجراءات الجراحية والأساليب المبتكرة بما يضمن تحسين رحلة المريض بأكملها “.
