التمريض.. قصة حب وألم ورعاية
قال محمد أبو نصرة، ممرض في وحدة الرعاية التلطيفية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية:« درست التمريض بقصة حب تعود إلى 25 عاماً بدأت مع أول حملة خيرية لدعم المرضى في المناطق النائية، حيث رأيت سعادة مختلفة عن أي شعور آخر، ومن هنا بدأ شغفي في مهنة التمريض».
وأضاف« نعمل بشكل مستمر على تحقيق الطريقة المُثلى لمعاملة مرضانا، حيث نعامل كل مريض على سرير الشفاء كأنه واحد من أفراد الأسرة وهو أهم شخص بالنسبة لعائلته، ويجب معاملته على هذا الأساس، وأن أي شخص فينا معرض لأن يكون موجوداً على هذا السرير، وكما نُحب أن نُعامل يجب علينا معاملة الآخرين بنفس الطريقة».
اللحظات الحرجة
ولفت إلى أن أكثر اللحظات الحرجة للآخرين من مرضى وعائلاتهم تكون فارقة بالنسبة له بحكم طبيعة عملة في الرعاية التلطيفية، والتي يكون فيها المرضى في مراحل متأخرة من المرض. مشيراً إلى قصة مريض طلب حضوره للمستشفى عند الساعة الثالثة فجراً في يوم إجازته وطلب منه أن يكون بجانبه إلى أن انتقل لرحمة الله، مما يعد شعوراً مختلفاً ولم يرفض طلبه.
وأوضح أن هناك كثيراً من الحالات التي يكون فيها المرضى بعيدين عن أهاليهم، وتحاول الطواقم التمريضية أن تكون في محل العائلة للمريض حتى يصل لمرحلة التعافي، وذلك من خلال تقديم كل ما يلزم لإعطائه حياة كريمة وآمنة.
الخلاصة
ومن أكثر المواقف تأثيراً عليه خلال مسيرته المهنية، ذكر الممرض محمد أبو نصره، موقف يعود لعام 2006 وهو أول طفل يتسلم حالته والذي كان يبلغ عامين وأربعة أشهر، ويعاني من متلازمة لا يمكن الشفاء منها والحد الأقصى للعيش هو أربعة أعوام.
وأشار أبو نصرة، إلى أنه ما يزال يتذكر ملامح الطفل لليوم حتى يوم وفاته، عندما مر على المستشفى من قبيل المصادفة وتوفي بنفس اليوم، وكانت الأم قد رُزقت بمولودة خلال ست ساعات قبل وفاته. المصدر: صحيفة الاتحاد