بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة في مكان العمل والذي يصادف 28 أبريل من كل عام، تسلط منظمة العمل الدولية الضوء على تأثير التغير المناخي بسلامة وصحة العاملين على المستوى العالمي، حيث ترتبط العديد من الحالات الصحية بتغير المناخ، كما وتتطلب بعض المهن البسيطة في المناطق الحارة، لتدابير احترازية إضافية تضع في الاعتبار تأثيرات التغير المناخي. وفي هذا الخصوص توضح الدكتورة شيماء لارياستشاري الطب المهني في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، أنه لا يمكن تجاهل تأثير التغير المناخي على صحة وسلامة العاملين في مختلف التخصصات والمهن، ومن هنا أولت منظمة العمل الدولية اهتماما بالغا بقضايا التغير المناخي، وهذا ما نشهده بموضوع اليوم العالمي للسلامة والصحة في مكان العمل.
وتضيف الدكتورة شيماء: “جهود دولة الإمارات العربية المتحدة واضحة فيما يتعلق بتقليل تأثيرات الاحترار العالمي، منها استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050، والتي تهدف لمواصلة جهودها خلال العقود الثلاث القادمة لتحقيق مستهدفات الحياد المناخي، والتي بدء العمل فيها منذ العقود الثلاث الماضية من خلال تصديق دولة الإمارات العربية المتحدة على اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون وبروتوكول مونتريال بشأن التخلص التدريجي من المواد المستنزفة لطبقة الأوزون في عام 1989، كما وكثفت الدولة جهودها في هذا الخصوص بعد انضمامها للوكالة الدولية للطاقة المتجددة كعضو دائم في عام 2009، تلاه تنظيم اجتماع أبوظبي للمناخ في عام 2019، واستضافة كوب 28 في عام 2023، كما تم تطبيق برامج ولوائح تأخذ في الاعتبار الظروف المناخية القاسية في المنطقة، حيث أطلق مركز أبوظبي للصحة العامة برنامج “السلامة في الحر” في عام 2023، وفي في منتصف شهر أبريل 2024، شهدت البلاد هطول معدلات قياسية من أمطار يعزى إلى آثار الاحترار العالمي، وأتت توجيهات الحكومة لإعطاء الأولوية لصحة وسلامة الأفراد، وقد انعكس ذلك بوضوح على كيفية تنفيذ المنظمات وجهات العمل لتلك التوجيهات لضمان صحة وسلامة موظفيها من خلال تطبيق العمل عن بعد، ودعم الموظفين المتأثرين بالأمطار الغزيرة وغيرها من التوجيهات.
وتوصي الدكتور شيماء مع تطور تأثيرات التغير المناخي من المهم دمج الصحة والسلامة المهنية بالسياسات والممارسات المناخية، من خلال إعادة تقييم اللوائح والتشريعات على المستوى العالمي، إلى جانب أهمية تنفيذ برامج تدريبية لتثقيف أصحاب العمل حول مخاطر التغير المناخي لتطبيق التدابير الاحترازية لضمان صحة وسلامة العاملين، وضمان سلامة وصحة العمال عند وضع ممارسات العمل الجديدة، ودعت الدكتورة شيماء لدراسة الآثار طويلة الأمد للحلول الخضراء المستحدثة في المجالات الحرجة، نظرًا لقلة الأدلة المتعلقة باحتمالية تسببها بمخاطر مرتبطة بالصحة والسلامة والمهنية.
المصدر:صحيفة الاتحاد
