إنقاذ حياة طفل من الغرق: خطوات الإسعافات الأولية والدور الحاسم للإنعاش القلبي الرئوي
يُعد غرق الأطفال من أخطر الحوادث التي قد تُهدد حياتهم، تاركاً وراءه آثاراً وخيمة قد تستمر مدى الحياة. لكنّ التصرف السريع والصحيح من قبل المُسعفين يُمكن أن يُنقذ حياة الطفل ويُحد من مضاعفات الغرق. في هذا المقال، يُسلط الدكتور أنس الشرمان، أخصائي طب حديثي الولادة والخدج في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، الضوء على أهمية الإسعافات الأولية وضرورة إجراء الإنعاش القلبي الرئوي عند غرق الأطفال.
أهمية الإسعافات الأولية عند غرق الأطفال:
- السرعة في التصرف: كل ثانية تُعدّ ثمينة في إنقاذ حياة الطفل الغارق. فكلما تمّ تقديم الإسعافات الأولية بشكل أسرع، زادت فرص نجاة الطفل.
- منع المضاعفات: يُساعد الإسعافات الأولية، بما في ذلك الإنعاش القلبي الرئوي، على تقليل خطر تلف الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى، ممّا يُقلل من احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة على المدى الطويل.
خطوات الإسعافات الأولية عند غرق الأطفال:
- إخراج الطفل من الماء: الخطوة الأولى هي إخراج الطفل من الماء بأسرع وقت ممكن.
- التحقق من التنفس: يجب التأكد من وجود تنفس لدى الطفل. إذا لم يكن يتنفس، يجب البدء بالتنفس الاصطناعي على الفور.
- التحقق من النبض: يجب التحقق من وجود نبض لدى الطفل. إذا لم يكن هناك نبض، يجب البدء بالإنعاش القلبي الرئوي.
- استدعاء الإسعاف: يجب الاتصال بالإسعاف فورًا للحصول على رعاية طبية متقدمة.
دور الإنعاش القلبي الرئوي في إنقاذ حياة الأطفال الغارقين:
- زيادة فرص النجاة: أظهرت الدراسات أنّ الأطفال الذين يتمّ إنعاشهم قلبيًا رئويًا خلال 10 دقائق من الغرق لديهم فرص نجاة أفضل بخمسة أضعاف من الأطفال الذين لم يتمّ إنعاشهم.
- تقليل خطر تلف الدماغ: يُساعد الإنعاش القلبي الرئوي على ضخّ الدم والأكسجين إلى الدماغ، ممّا يُقلل من خطر تلف خلايا الدماغ.
- الحد من المضاعفات: يُقلل الإنعاش القلبي الرئوي من خطر حدوث مضاعفات خطيرة على المدى الطويل، مثل الإعاقة.
إنّ غرق الأطفال يُعدّ مشكلة صحية عامة تتطلب تضافر الجهود من قبل جميع أفراد المجتمع للوقاية منه.
نصائح للوقاية من غرق الأطفال:
- مراقبة الأطفال عن كثب: يجب مراقبة الأطفال عن كثب أثناء وجودهم بالقرب من الماء، سواءً في حمامات السباحة أو البحار أو الأنهار.
- تعليم الأطفال السباحة: تعليم الأطفال السباحة في سن مبكرة يُساعدهم على تعلم كيفية البقاء آمنين في الماء.
- استخدام معدات السلامة: يجب استخدام معدات السلامة، مثل طوق النجاة، عند اصطحاب الأطفال إلى أماكن مائية.
معرفة مهارات الإسعافات الأولية، بما في ذلك الإنعاش القلبي الرئوي، يُمكن أن يُنقذ حياة طفل من الغرق. يجب على جميع أفراد المجتمع تعلم هذه المهارات ليكونوا مُستعدين لتقديم المساعدة في حال حدوث أي طار
حقائق هامة حول غرق الأطفال:
الغرق حادث صامت:
- قد لا يتمكن الأطفال من طلب المساعدة أثناء الغرق.
- قد يتم فهم محاولات الطفل للتنفس على أنها لعب من قبل المُشاهدين.
تأثير الغرق على الدماغ:
- الغرق سريع ويؤثر على الدماغ بشكل مباشر بسبب نقص الأكسجين.
- يُصبح نقص الأكسجين (نقص الأكسجين في الدم) خطرًا على جميع الأعضاء والأنسجة في غضون دقائق.
- قد يؤدي نقص الأكسجين إلى السكتة القلبية وإصابة الدماغ بنقص التأكسج.
أهمية التصرف السريع:
- التصرف السريع بعد اكتشاف حالة الغرق أمرٌ ضروري.
- يجب البدء بعمل الإنعاش القلبي الرئوي للطفل فورًا.
خطوات الإنعاش القلبي الرئوي عند غرق الأطفال:
- إخراج الطفل من الماء: الخطوة الأولى هي إخراج الطفل من الماء بأسرع وقت ممكن.
- وضع الطفل على سطح صلب: ضع الطفل على سطح صلب ومستوٍ.
- بدء الإنعاش القلبي الرئوي: اضغط على الصدر وإعطاء الأكسجين عن طريق الفم لإعادة عمل الدورة الدموية.
- الاستمرار في الإنعاش القلبي الرئوي: استمر في الإنعاش القلبي الرئوي حتى وصول المساعدة الطبية.
نصائح إضافية:
- اتصل بالإسعاف فورًا: يجب الاتصال بالإسعاف فورًا للحصول على رعاية طبية متقدمة.
- تعلم مهارات الإسعافات الأولية: يجب على جميع أفراد المجتمع تعلم مهارات الإسعافات الأولية، بما في ذلك الإنعاش القلبي الرئوي.
- الوقاية من الغرق: اتخذ خطوات للوقاية من غرق الأطفال، مثل مراقبة الأطفال عن كثب أثناء وجودهم بالقرب من الماء وتعليمهم السباحة واستخدام معدات السلامة
الفئات الأكثر عرضة لخطر الغرق:
حسب العمر:
- الأطفال من عمر عام واحد إلى أربعة أعوام: هم أكثر الفئات العمرية عرضة للغرق.
- الرضع والأطفال الصغار: يمكن أن يغرقوا في أقل من بوصتين (5 سنتيمترات) من الماء، حتى في المنزل.
حسب الموقع:
- حمامات السباحة: تُعدّ مكانًا شائعًا لحوادث غرق الأطفال، خاصةً بين سن 1 و 4 سنوات.
- أي مكان يوجد فيه ماء: يمكن أن يحدث الغرق في أي وقت، حتى عندما لا يُتوقع وجود الأطفال بالقرب من الماء، مثل الوصول دون إشراف إلى حمامات السباحة.
حسب الجنس:
- الذكور: أكثر عرضة لخطر الغرق من الإناث، حيث يُشكلون ما يقرب من 80% من حالات الوفاة غرقًا.
حسب العوامل الصحية:
- الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوبات أو بعض الحالات الطبية: يكونون أكثر عرضة للغرق، خاصةً في حوض الاستحمام.
عوامل أخرى:
- السلوكيات المُغامرة: تُعدّ أكثر شيوعًا بين الذكور، ممّا يُزيد من خطر تعرضهم للغرق.
- قلة الإشراف: ترك الأطفال دون إشراف بالقرب من الماء يُعدّ عاملًا رئيسيًا في حوادث الغرق.
نصائح للوقاية من غرق الأطفال:
- مراقبة الأطفال عن كثب: يجب مراقبة الأطفال عن كثب أثناء وجودهم بالقرب من الماء، سواءً في حمامات السباحة أو البحار أو الأنهار.
- تعليم الأطفال السباحة: تعليم الأطفال السباحة في سن مبكرة يُساعدهم على تعلم كيفية البقاء آمنين في الماء.
- استخدام معدات السلامة: يجب استخدام معدات السلامة، مثل طوق النجاة، عند اصطحاب الأطفال إلى أماكن مائية.
- تعلم مهارات الإسعافات الأولية: يجب على جميع أفراد المجتمع تعلم مهارات الإسعافات الأولية، بما في ذلك الإنعاش القلبي الرئوي.
- وضع حواجز حول المسابح: تركيب حواجز حول المسابح لمنع الأطفال من الدخول إليها بمفردهم.
- إغلاق أبواب أحواض الاستحمام: إغلاق أبواب أحواض الاستحمام لمنع الأطفال من الوصول إليها دون إشراف.
- تعليم الأطفال مخاطر الغرق: توعية الأطفال بمخاطر الغرق وكيفية البقاء آمنين في الماء.
الغرق السبب الثاني لإصابات الأطفال
تحتل الإصابات المركز الأول لوفاة الأطفال من سن 4 إلى 17 عاماً في إمارة أبوظبي، وواحد من كل 3 حالات وفاة تكون سببها الإصابات، ووفقاً لإحصائيات الإصابات المميتة في دائرة الصحة أبوظبي لعام 2008-2017 فإن الأسباب الرئيسة للإصابات المميتة هي، إصابات الطرق، التسمم، السقوط والأجسام المتساقطة، والغرق والحروق والكهرباء. ووفقاً لإحصائيات الإصابات المميتة للأطفال من دائرة الصحة في أبوظبي ما بين الأعوام 2008-2018 فإن الغرق هو السبب الثاني للوفاة بنسبة 9% من الأسباب الرئيسية لإصابات الأطفال المميتة.
طرق الوقاية
شدد الدكتور أنس الشرمان على عدم ترك الرضع أو الأطفال أو ذوي الاحتياجات الخاصة بمفردهم في دورة المياه بالمنزل، وإبعاد جميع الدلاء أو تركها فارغة وبعيدًا عن متناول الأطفال، حيث يمكن للأطفال السقوط بسهولة، لذلك يجب تقديم الدعم ومراقبة الطفل أثناء وجوده في دورة المياه. ويجب على الأطفال الذين لا يستطيعون السباحة أن يرتدوا عوامات الطوافات وسترات السباحة. كما إن على الأهالي تركيب سور قابل للقفل حول مسبح المنزل، بارتفاع ستة أقدام على الأقل، ولا ينبغي ترك الكراسي أو الطاولات بالقرب من حمام السباحة أو سياج المسبح لأنه يمكن استخدامها للتسلق والوقوع داخل المسبح.
وتقدم مدينة الشيخ شخبوط الطبية، أحد أكبر المستشفيات المتخصصة في الحالات المعقدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمشروع المشترك بين شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة) ومايو كلينك، كافة خدمات رعاية الأطفال من الإصابات والحوادث والتي تشمل خبراء متخصصين في طب الأطفال وجراحة الأطفال وأقسام العناية المركزة والعلاج الطبيعي المجهزة تجهيزًا كاملة لعلاج ورعاية جميع أنواع الإصابات. وتحرص مدينة الشيخ شخبوط الطبية على إعطاء الأولوية لسلامة الأطفال ونشر الوعي في المجتمع حول أهمية الوقاية من الإصابات، مع مراعاة التعامل مع الأطفال بأسلوب يتناسب مع طبيعتهم الفضولية وحقهم في التمتّع باللعب وحبّ الاستكشاف.
علامات التشخيص
وقال الدكتور أنس الشرمان عند بداية الغرق يبدأ الجسم بعوامل تساعد على منع الغرق منها تشنج وانقباض في الحنجرة حتى لا تدخل المياه للرئة، تستمر لمدة 10 إلى 20 ثانية تساعد في إنقاذ الشخص لنفسه، بعد ذلك يحدث نقص الأكسجين في الدم، وارتخاء العضلات وتدخل المياه للرئة وبالتالي تؤثر المياه على الحويصلات وتمنع انتقال الأكسجين للدم، وبالتالي نقصه في كافة أعضاء الجسم بدايةً في القلب، وبعدها يتوقف القلب أو توقف الدورة الدموية وينشأ عنها نقص الأكسجين في الدماغ. وأضاف «وجد العلماء ان نقص الأكسجين عند الدماغ لمدة أكثر من عشر دقائق، يؤدي ذلك لتغييرات غير قابلة للشفاء في الأنسجة تسبب وفاة دماغية، أو إعاقة دائمة، وضعف النمو العقلي والجسدي للطفل، وإعاقة في التكلم والمشي والذاكرة حسب موقع نقص الأكسجين في الدماغ».