الثلاسيميا: تحديات وعلاجات في ضوء أحدث التطورات
يعد مرض الثلاسيميا، المعروف أيضًا بـ”أنيميا البحر المتوسط”، أحد الأمراض الوراثية الشائعة التي تؤثر على إنتاج الهيموجلوبين في الدم. وفي هذا الصدد، ألقى الدكتور محمد إبراهيم أبو حليقة، استشاري أمراض الدم في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، الضوء على هذا المرض وأهمية الرعاية الشاملة لمرضاه.
ما هي الثلاسيميا وكيف تؤثر على الجسم؟
خلل وراثي يؤثر على الدم تحدث الثلاسيميا نتيجة خلل في الجينات المسؤولة عن إنتاج الهيموجلوبين، وهو البروتين المسؤول عن حمل الأكسجين في الدم. هذا الخلل يؤدي إلى نقص في خلايا الدم الحمراء، مما يسبب فقر الدم المزمن.
أعراض متنوعة قد تؤثر على الحياة اليومية من بين الأعراض الشائعة للثلاسيميا:
- اليرقان: اصفرار الجلد والعينين بسبب تكسر خلايا الدم الحمراء.
- تضخم الطحال والكبد: نتيجة لمحاولة الجسم التخلص من خلايا الدم التالفة.
- تأخر النمو: خاصة عند الأطفال.
- التعب والإرهاق المستمر.
زواج الأقارب وخطر الإصابة بالثلاسيميا
عامل وراثي يزيد من خطر الإصابة أكد الدكتور أبو حليقة أن زواج الأقارب يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالثلاسيميا وانتقالها للأجيال القادمة. ولهذا السبب، تبذل دولة الإمارات جهودًا كبيرة للتوعية بأهمية الفحوصات قبل الزواج واتخاذ الإجراءات الوقائية.
علاج الثلاسيميا: بين الماضي والحاضر والمستقبل
نقل الدم وزراعة النخاع العظمي يعتمد علاج الثلاسيميا على شدة الحالة. في الحالات الشديدة، يلجأ الأطباء إلى نقل الدم بانتظام وزراعة النخاع العظمي كحل نهائي.
مستقبل واعد للعلاج الجيني يشير الدكتور أبو حليقة إلى أن الأبحاث العلمية تشير إلى إمكانية تطوير علاجات جينية فعالة للثلاسيميا خلال السنوات القليلة القادمة، مما يفتح آفاقًا جديدة لعلاج المرضى الذين لا يستطيعون إجراء زراعة النخاع.
دور مدينة الشيخ شخبوط الطبية في رعاية مرضى الثلاسيميا
رعاية متكاملة تحت سقف واحد تعتبر مدينة الشيخ شخبوط الطبية مركزًا متقدمًا لعلاج مرضى الثلاسيميا في دولة الإمارات. فهي توفر:
- بنك دم عالمي المستوى: لتلبية احتياجات المرضى من عمليات نقل الدم المنتظمة.
- فريق طبي متخصص: لتقديم الرعاية الشاملة ومتابعة الحالة الصحية للمرضى.
- وحدة أبحاث متخصصة: للعمل على تطوير علاجات جديدة وتحسين جودة الحياة لمرضى الثلاسيميا.
نصائح للمرضى وأسرهم
أهمية المتابعة الطبية المنتظمة نصح الدكتور أبو حليقة مرضى الثلاسيميا بضرورة:
- اختيار الطبيب والمستشفى المناسبين: للوقوف على أحدث العلاجات والتقنيات.
- الالتزام بمواعيد المتابعة: لضمان السيطرة على المرض وتجنب المضاعفات.
- اتباع نظام غذائي صحي: لدعم الجسم ومقاومة المرض.
ختامًا، يعتبر مرض الثلاسيميا تحديًا صحيًا كبيرًا، إلا أن التقدم العلمي والتطور في مجال الرعاية الصحية يوفران أملاً جديدًا للمرضى وأسرهم.
Zahrat Al Khaleej – May 2023