يعتقد البعض أن التعرض إلى أشعة الشمس خلال فترة الصيف يزودهم بكمية مناسبة من معدلات فيتامين «د» الذي تحتاجه أجسادنا، ويزداد هذا الاعتقاد مع ارتفاع درجات الحرارة التي قد تصل في المنطقة إلى حوالي 50 درجة مئوية، لكن هذا الاعتقاد يتنافى مع آراء الأطباء بضرورة تعويض نقص هذا الفيتامين عبر التعرض إلى أشعة الشمس، ولكن في أوقات مناسبة تكون فيها هذه الأشعة غير ضارة بالجسم، ولا تسبب ضرراً للجلد أو العينين أو الدماغ وغيرها من أعضاء الجسم.
وبين جدلية ما يعتقده البعض وما ترصده الدراسات العلمية والطبية من ضرورة التعرض الواعي لأشعة الشمس صيفاً، نرصد هنا عدداً من المعايير التوعوية التي ينبغي الالتزام بها عند التعرض لأشعة الشمس خلال شهور الصيف بما يضمن حصول الجسم على فيتامين «د» وفي الوقت ذاته عدم تعرضه للضرر.
أسباب نقص فيتامين «د»
ومن جانبه، قال الدكتور عمر خدام، طبيب أخصائي ومدير الممارسة الطبية بقسم الباطنية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية: إن أسباب عدم حصول الجسم على كميات كافية من «فيتامين د» عن طريق الغذاء أو التعرض للشمس وعدم قدرة الجسم على امتصاص «فيتامين د» للاستفادة منه بشكل صحيح وهناك بعض الأسباب التي تؤدي لنقص «فيتامين د»، نذكر منها عدداً من الحالات الطبية، بما في ذلك التليف الكيسي ومرض كرون واضطرابات الجهاز الهضمي التي تؤثر على امتصاص «فيتامين د».
وأضاف: السمنة التي تؤدي إلى تخزين «فيتامين د» في الخلايا الدهنية وأمراض الكلى التي تقلل الأنزيمات اللازمة لتنشيط «فيتامين د» وجراحات فقدان الوزن وتناول بعض الأدوية منها المسهلات أو الملينات والمنشطات أو الستيرويدات البنائية وأدوية خفض الكوليسترول وأدوية مضادة لنوبات الصرع وأورليستات (دواء إنقاص الوزن).
وذكر أن هناك عوامل أخرى تؤثر مثل العمر، حيث تقل قدرة الجلد على إنتاج «فيتامين د» مع التقدم في السن، مما يعرض الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً لخطر نقص هذا الفيتامين، ويعد أيضاً الأطفال الرضع ممن يتغذون فقط على حليب الأم عرضةً لخطر نقص «فيتامين د»، لعدم احتوائه على كميات كافية من هذا الفيتامين ولون البشرة، حيث يصعب على البشرة الداكنة تركيب فيتامين د بواسطة أشعة الشمس أكثر من البشرة الفاتحة، مما يجعل أصحابها أكثر عرضة لخطر نقص فيتامين «د»، والقدرة على الحركة إذ لا يستطيع الأشخاص ممن يبقون في المنازل ولا يخرجون منها إلا نادراً، كالأشخاص في دور الرعاية والمسنين وغيرها من المرافق، التعرض لأشعة الشمس والاستفادة منها كمصدر لـ«فيتامين د»، مما يجعلهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بنقص «فيتامين د».
أعراض فورية
أشار د. عمر خدام إلى أن نقص «فيتامين د» لا يسبب غالباً أية أعراض فورية، ومع ذلك قد نلاحظ الأعراض التالية نتيجة للنقص الشديد أو طويل الأمد منها آلام العظام، أو آلام أسفل الظهر، أو الحوض أو الأطراف السفلية والسقوط وضعف القدرة البدنية وآلام العضلات وضعف العضلات وآلام أسفل الظهر (عند النساء) والإرهاق وتغيرات في المزاج مثل الاكتئاب.
المصدر: صحيفة الاتحاد