وقال الدكتور أنس الشرمان، أخصائي طب الأطفال حديثي الولادة في مدينة الشيخ شخبوط الطبية: التسمم المائي تسمم الماء، أو فرط السوائل، أو الإفراط في الماء، هو اضطراب قاتل محتمل في وظائف المخ ينتج عندما يتم دفع التوازن الطبيعي للكهارل (الشوارد) في الجسم إلى خارج الحدود الآمنة بسبب الإفراط في تناول الماء، يتم عند إدخال كميات من المياه أكبر من طاقة الكلى على الاستيعاب، ترجع الكميات غير المتخلص منها إلى الدم ما يؤدي لاضطراب الخلية التي تحافظ على توازن المحلول الملحي، المسؤول عن التوازن، وبالتالي إلى انخفاض مستوى الصوديوم، ومن ثم يبدأ الماء بالانتقال من الدم إلى الخلايا مسبباً تضخمها، وعندما يحدث هذا لخلايا الدماغ ينتج عنه آثار خطيرة ويمكن أن تكون قاتلة.وأضاف: أما فيما يخص عدم قدرة الجسم على التخلص من الماء فيكون عادة بسبب حالات صحية مثل فشل القلب الاحتقاني، أو أمراض الكبد، أو مشاكل في الكلى، أو تناول الأدوية المضادة للإلتهاب اللاستيرويدية، أو مرض السكري، أو تناول الأدوية المضادة للذهان، أو الإصابة بأمراض نفسية مثل الوسواس القهري مما يزيد من استهلاكه للماء.
وذكر أن مضاعفات حالة التسمم المائي تكون خطيرة لدى الأطفال الرّضع بسبب أجسادهم الصغيرة، فيوصي الأطباء دائماً بالاعتماد على الحليب فقط في تغذية الأطفال الرضع وأنه لا داعي لأن يشربوا الماء، فالحليب يمدهم بكمية السوائل الكافية التي تحميهم من الجفاف.
ابتلاع ماء البحر
وأشار الدكتور أنس الشرمان إلى أن ماء البحر يحوي على نسبة عالية من الأملاح تفوق تلك التي يحتويها الماء العذب الصافي، وعلى الرغم من أن جسم الإنسان قادر على معالجة ماء البحر المالح عند شربه بشكل طبيعي من خلال امتصاص ما يحتاجه من الأملاح وطرح الفائض منها عبر البول، إلا أن شرب كميات عالية منه يمكن أن يؤثر سلباً على عمليات الجسم الحيوية ويسبب ضرراً لخلايا وأعضاء الجسم المختلفة، وتشمل أبرز الأضرار المحتملة لشرب ماء البحر الجفاف، حيث يعد أحد الآثار الصحية لشرب كميات كبيرة من ماء البحر المالح، وذلك لكون الكلى قادرة فقط على إنتاج بول بتركيز ملح أقل من ملوحة ماء البحر.
وتحتاج الكلى إلى إنتاج كميات من البول تفوق المعدل الطبيعي وتفوق مدخول الماء العذب إلى الجسم لذلك، للتخلص من الأملاح الزائدة في الجسم، مما يؤدي إلى فقدان الجسم إلى كميات كبيرة من الماء والإصابة بالجفاف.
هذا إلى جانب أن ابتلاع ماء البحر بكميات كبيرة قد يسبب خللاً في توازن الأملاح في الجسم، بسبب احتوائه على مستويات عالية من الأملاح ومعادن أخرى، مما قد يؤدي إلى ظهور أعراض عديدة منها تشنجات العضلات، والضعف العام.
كما أن ابتلاع ماء البحر له آثار جانبية خطيرة منها، التسمم الناتج عن الطحالب الضارة في ماء البحر، والقيء والغثيان، والهذيان والهلوسة، ونقص كمية الدم الواصل للدماغ والأعضاء الأخرى، مما قد يؤدي إلى الغيبوبة أو فشل الأعضاء، أو خطر الموت في الحالات الشديدة.
ماء المسبح
وأوضح الدكتور أنس الشرمان أن ارتياد حمامات وأحواض السباحة خلال فصل الصيف يسهم في ارتفاع مخاطر انتقال عدوى العديد من الأمراض البكتيرية والفيروسية، وننصح أولياء الأمور بالسماح لأطفالهم بالسباحة فقط في الأماكن المخصصة لهم، مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية وارتداء الألبسة الخاصة بما فيها نظارات الوجه لحماية العينين من المياه الملوثة مع ضرورة الاهتمام بمسابح الأطفال بصورة يومية ومستمرة. إن برك السباحة حتى تلك التي تتم صيانتها جيداً، هي أيضاً مرتع لانتشار الأمراض والإصابة بها كأمراض العيون، والأمراض الجلدية، وأمراض الأذن، والإسهال، وغيرها.
المصدر: صحيفة الاتحاد