سرطان الثدي هو الأمراض الخطيرة عالميًا وأكثرها شيوعًا بين النساء؛ وقد يتسبَب بوفاة أكثر من 685 ألف حالة كل عام، وفقًا للإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية في عام 2020.لكن الخبر الجيد، هو أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي وفي مراحله الأولى؛ يمكن أن يُعطي فاعلية كبيرة للعلاج، ويُسرع من مرحلة الشفاء والتعافي وبنسب عالية.
وفيم ا يخص علاج سرطان الثدي، فإن الطبيب المختص يقوم بتحديد الخيارات المتاحة حسب نوع سرطان الثدي الذي لديكِ، مرحلته ودرجته وحجمه، وما إذا كانت خلايا السرطان حساسة تجاه الهرمونات. كما يأخذ الطبيب في عين الإعتبار، الصحة العامة للمريضة وتفضيلاتها الشخصية.
تخضع معظم السيدات لجراحة سرطان الثدي، ويتلقَّى العديد منهن كذلك علاجاتٍ إضافية بعد الجراحة؛ مثل المعالجة الكيميائية أو العلاج الهرموني أو المعالجة الإشعاعية. وللحديث أكثر عن العلاج الإشعاعي الذي قد تخضع له العديد من السيدات، توجهنا بالحديث إلى الدكتور دانيال تشامبرلين؛ رئيس قسم العلاج الإشعاعي في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، الذي أجاب على أسئلتنا بالآتي..
ما هو العلاج الإشعاعي وما هي أنواعه ومراحله؟
العلاج بالأشعة، التسمية الثانية للعلاج الإشعاعي؛ هو أحد أنواع العلاجات الطبية وتُستخدم فيه كمياتٌ مضبوطة بإحكام من الأشعة لاستهداف الخلايا السرطانية وقتلها أو تقليص حجم الأورام. وهو علاجٌ شائع لأنواع عديدة من السرطان، من بينها سرطان الثدي.
بالنسبة لأنواع العلاج الإشعاعي:
- العلاج الإشعاعي بحزم الأشعة الخارجية/ External Beam Radiation Therapy: وهو النوع الأكثر استخدامًا، ويشمل توجيه جرعة الإشعاع من خارج الجسم إلى منطقة الورم السرطاني. يتم إعطاء هذه الجرعة الإشعاعية عادةً في جلسات يومية على مدار عدة أسابيع.
- العلاج الإشعاعي الداخلي/Internal Radiation Therapy: في هذا النوع من العلاج، يتم تثبيت مصدر الإشعاع مباشرةً داخل الورم أو بالقرب منه؛ وغالبًا ما يتم استخدامه لأنواع معينة من سرطان الثدي أو السرطانات النسائية.
أما مراحل العلاج الإشعاعي فهي على النحو التالي:
- جلسة المحاكاة / جلسة تجريبية: تبدأ عملية العلاج الإشعاعي بجلسة محاكاة/ جلسة تجريبية حيث يقوم فريق العلاج الإشعاعي بتحديد المنطقة المستهدفة بدقة؛ وتتضمن الجلسة التصوير بالأشعة المقطعية مثلًا، لتحديد موقع الورم وشكله.
- التخطيط للعلاج: بناءً على معطيات جلسة المحاكاة/ الجلسة التجريبية، يتم وضع خطة علاجية لتحديد الجرعة الإشعاعية المناسبة والزوايا التي سيتم من خلالها توجيه الحزم الإشعاعية.
- بدء العلاج: بعد وضع الخطة، تخضع المريضة لجلسات علاجية لعدة أسابيع. وخلال كل جلسة، تستلقي المريضة على الطاولة المخصصة العلاج، ويبدأ الجهاز بتوجيه الإشعاع بدقة إلى المنطقة المستهدفة.
- المتابعة والمراقبة: بعد استكمال برنامج العلاج الإشعاعي، تخضع المريضة للمراقبة بانتظام لتقييم فعالية العلاج ورصد أي آثار جانبية محتملة. وتُعتبر مواعيد المتابعة جزءًا مهمًا من العلاج، لتتبع تقدّم السرطان ومراقبة الحالة الصحية العامة للمريضة.
متى ولماذا يتم اللجوء للعلاج الإشعاعي؟
هو أحد الركائز الرئيسية للرعاية الشاملة لمرضى السرطان، حيث يحتاج أكثر من نصف المرضى الذين تمَ تشخيص إصابتهم بالسرطان إلى العلاج الإشعاعي؛ كجزء من خطتهم العلاجية في إحدى مراحل مواجهة السرطان.
ويُعد العلاج الإشعاعي نهجًا آمنًا بنتائج ناجحة ومُثبَتة لعلاج السرطان بفعالية، ويمكن استخدامه مع الجراحة وطب الأورام والغدد الصماء لتوفير أفضل نتائج للعديد من حالات السرطان.
في حالة سرطان الثدي، يُستخدم الإشعاع عادةً بعد استئصال الورم بالجراحة لتقليل خطر تكرار الإصابة بالسرطان.
ما هي أنواع الإشعاع المُستخدمة في هذا النوع من العلاجات؟
تُستخدم أنواعٌ عدة من الإشعاع في هذا النوع من العلاج، لاستهداف وعلاج الخلايا السرطانية أو الحالات الطبية الأخرى. ويعتمد اختيار نوع الإشعاع على معطيات كل حالة وأهداف العلاج.
فيما يلي قائمة بالأنواع الرئيسية للإشعاع المستخدم في العلاج الإشعاعي:
- الأشعة السينية (أشعة الفوتونات): عادةً ما يستخدم العلاج الإشعاعي بحُزم الأشعة الخارجية، الأشعة السينية ذات الطاقة المرتفعة لاختراق الجسم واستهداف الخلايا السرطانية. ويتم توليد هذه الأشعة بواسطة مُسرَعات خطية طبية، ثم توجيهها نحو الورم من زوايا مختلفة. والهدف هو زيادة الجرعة الإشعاعية نحو الورم قدر الإمكان وفي الوقت نفسه تقليل تعرَض الأنسجة السليمة المحيطة به للإشعاع.
- العلاج الإشعاعي بالبروتونات: هو أحد أنواع العلاج الإشعاعي بحُزم الأشعة الخارجية، والذي يستخدم الجسيمات المشحونة (البروتونات) بدلًا من الأشعة السينية. ميزة البروتونات هي القدرة العالية على التحكم فيها بدقة، لضخّ طاقتها داخل الورم؛ مما يُقلل من تعرَض الأنسجة السليمة القريبة للورم للأشعة. وغالبًا ما يُستخدم العلاج بالبروتونات للأورام في المناطق الحساسة أو لعلاج الأطفال.
- العلاج بشعاع الإلكترون: يستخدم هذا النوع من العلاج الإشعاعي الإلكترونات لعلاج الأورام السطحية، وتلك القريبة من سطح الجلد. وهو فعّالٌ لبعض أنواع سرطان الجلد والغدد الليمفاوية السطحية.
ما هي مزايا العلاج الإشعاعي، وما هي مخاطره أو آثاره الجانبية؟
يُوفر العلاج الإشعاعي العديد من المزايا القيّمة في علاج الحالات الطبية المختلفة، وبخاصة السرطان. ومن أبرز مزاياه؛ دقته في استهداف الأورام مع تقليل الضرر اللاحق بالأنسجة السليمة المحيطة بالورم، مما يُعزز أهميته بشكل خاص حين تكون الجراحة غير ممكنة.
بالإضافة إلى ذلك، فالعلاج الإشعاعي لا يتطلب جراحة أو شقوق جراحية؛ وبالتالي تكون فترات التعافي أقصر والمخاطر أقل. ويمكن أن يساعد على تخفيف الألم عبر تقليص أو إزالة الأورام التي قد تضغط على الأعصاب أو الأعضاء.
العلاج الإشعاعي هو علاجٌ موضعي، لذلك تكون آثاره الجانبية محدودةً من خلال محاكاة وتخطيط العلاج بدقة؛ فلا يؤثر إلا على المنطقة المُعرَضة للإشعاع.
هل يتم عادةً اعتماد “حلٌ واحد يناسب الجميع” فيما يخص العلاج الإشعاعي؟
يستخدم قسم العلاج الإشعاعي فيمدينة الشيخ شخبوط الطبية تقنيات علاجية متقدمة مع خطط، يتم تصميمها وفق الاحتياجات الخاصة بكل مريضة؛ وذلك بغية تسهيل توصيل جرعة عالية الكثافة من الإشعاع إلى الخلايا السرطانية مع الحد من وصول الإشعاع إلى الخلايا السليمة المحيطة. ويتم حصر العلاج في منطقة الورم، بحيث تكون الآثار الجانبية الناتجة عن العلاج عند حدها الأدنى.
كيف يتم تجهيز المريضة للعلاج الإشعاعي؟
بالطبع يتم تصميم العلاج وفقًا لاحتياجات المريضة الخاصة، وتعتمد مدة العلاج على التشخيص ومرحلة المرض. يمكن أن يتراوح برنامج العلاج من جلسة واحدة إلى ما يصل إلى سبعة أسابيع من الجلسات اليومية؛ وتخضع المريضات عادةً للعلاج الإشعاعي الخارجي دون النوم في المستشفى. كما يعتمد عدد جلسات العلاج على نوع السرطان والهدف من العلاج.
هل للعلاج الإشعاعي تأثيراتٌ سلبية على المحيطين بمريضة سرطان الثدي؟
إذا كانت المريضة تخضع للعلاج الإشعاعي الخارجي، فلا يوجد خطرٌ إشعاعي على أفراد عائلتها أو أصدقائها أو الموظفين المشاركين في الرعاية. يتم إنتاج الإشعاع بالكهرباء ويختفي بمجرد إيقاف تشغيل الجهاز، تمامًا مثل الضوء المنبعث من المصباح الكهربائي.
بالاستناد إلى ما تقدم، وأهمية العلاج الإشعاعي في التخلص من مرض سرطان الثدي؛ ما هي نصائحكَ بصورة عامة للنساء لجهة الفحص الدوري والكشف المبكر، خاصةً مع ارتفاع نسبة الشفاء في حال التشخيص المبكر؟
بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان التي يتم تشخيصها في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ وفي عام 2020 استحوذ سرطان الثدي على 38.8% من حالات السرطان لدى النساء من جميع الأعمار.
يُعدَ التشخيص المبكر لسرطان الثدي أمرًا في غاية الأهمية، لأنه في حالة الاكتشاف المبكر يكون العلاج أسهل. وتتمتع النساء اللواتي يتبعنَ نمط حياة صحيًا، ويخضعن لفحص سرطان الثدي بانتظام فوق سن الأربعين، بفرص أكبر للاكتشاف المبكر والعلاج بفعالية أكبر.
من أهم الأمور التي يمكن للمرأة القيام بها لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، فهم العوامل التي تزيد الخطر ومناقشتها مع طبيبها.
متوسط عمر الإصابة بسرطان الثدي في الإمارات هو 30 عامًا، لذا ينبغي تشجيع النساء على إجراء فحوصات الثدي الذاتية الروتينية الشهرية وطلب المشورة الطبية مبكرًا عند الحاجة.
المصدر: خبير يستعرض لـ”هي” تفاصيل العلاج …