- غازات التخدير تشكل ما يصل إلى 5% من البصمة الكربونية للمستشفيات
- الديسفلوران هو مخدر يُستخدم لوضع المريض في حالة تخدير عن طريق الاستنشاق في بداية الإجراء الجراحي ويعتبر من الغازات الرئيسية المُسببة للاحتباس الحراري
- في سعيها لتقليل التأثير البيئي وتماشياً مع أهداف دائرة الصحة لاستدامة قطاع الرعاية الصحية وبمناسبة “عام الاستدامة”، مدينة الشيخ شخبوط الطبية تتوقف عن استخدام الديسفلوران
: اتخذت مدينة الشيخ شخبوط الطبية، إحدى أكبر المستشفيات في دولة الإمارات العربية المتحدة للرعاية الجادة والمعقدة ومشروع مشترك بين شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة) ومايو كلينك، قراراً بالتوقف نهائياً عن استخدام مادة الديسفلوران الضارة بالبيئة في عمليات التخدير.
وتتماشى هذه المبادرة مع أهداف دائرة الصحة – أبوظبي لتحقيق الاستدامة في قطاع الرعاية الصحية، والتي تم الإعلان عنها في وقتٍ سابقٍ من هذا العام، كما تُمثل خطوة سباقة وهامة في مسيرة مدينة الشيخ شخبوط الطبية لتحقيق الاستدامة من خلال اتخاذ إجراءاتٍ إيجابية للحد من الآثار البيئية السلبية للعمليات الجراحية.
وتعد مادة الديسفلوران مخدر متطاير يؤخذ عن طريق الاستنشاق ويشيع استخدامه في العمليات الجراحية. وعلى الرغم من أن الديسفلوران عامل مخدر فعّال، إلا أنه ضار بالبيئة لأنه يتسبب بانبعاث غازات الاحتباس الحراري. وعند إطلاقه في الغلاف الجوي، يحبس الديسفلوران الحرارة، وبالتالي يتسبب بالاحتباس الحراري وما ينتج عنه من آثار بيئية سيئة2.
حول هذه الخطوة، علّق الدكتور منذر حسن صادق، رئيس قسم التخدير قائلاً: “يُعد التخدير مرحلة هامة وحساسة قبل وأثناء وبعد العمليات. وأثناء العملية، قد يختلف نوع التخدير الذي يتم استخدامه حسب ما يقرره الطبيب وحسب ملاءمته للمريض3. ويتم إخضاع المريض للتخدير العام التقليدي باستخدام غاز التخدير أو المادة المُخدرة عن طريق الوريد لوضعه في حالة النوم. لكننا قررنا استبدال هذه الطرق عن طريق إبقاء المريض مستيقظا ومرتاحا أثناء إجراء العملية باستخدام تقنيات التخدير الموضعي وهي التخدير فوق الجافية (إبرة الظهر أو الإبيديورال) أو الحقن النخاعي أو التخدير بإحصار العصب”.
تُساهم غازات التخدير المُستخدمة أثناء التخدير العام التقليدي بنسبة تصل إلى 5% من البصمة الكربونية، ويعتبر غاز أكسيد النيتروز والديسفلوران أكثرها ضرراً على الإطلاق.
يصف مقياس إمكانية الاحترار العالمي الضرر الناجم عن هذه الغازات على البيئة، والتي توازي قيمتها كمية الحرارة المحبوسة خلال فترة 100 عام داخل الغلاف الجوي، مقارنةً بالكتلة المُماثلة من ثاني أكسيد الكربون، التي لها قدرة احترار عالمي واحدة. ويُعد الديسفلوران أقوى ب 2540 مرة من غازات الاحتباس الحراري، مقارنةً بكتلة مكافئة له من ثاني أكسيد الكربون. وتنتج زجاجة بسعة 240 مل من الديسفلوران مُبخرة بالكامل ما يعادل 886 كجم من ثاني أكسيد الكربون. وتوازي هذه الانبعاثات يومياً القيادة لمسافة 4943 كيلومتر في سيارة بمحرك يعمل بالبنزين.
وأضاف الدكتور صادق بالقول: “لقد قررنا التوقف عن استخدام مادة الديسفلوران في العمليات الجراحية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية كجزء من التزامنا بخفض بصمتنا الكربونية. وهذا القرار لا يُعد مكسباً للبيئة فحسب، بل أظهرت الأبحاث أن أدوية التخدير الأخرى التي يتم استنشاقها تمتلك ذات الفعالية وهي أقل خطورة من حيث التسبب بمضاعفات في الجهاز التنفسي، وبالتالي، فهي تُعزز سلامة المرضى”.
من جانبه، أوضح الدكتور ماثيو جيتمان، المدير الطبي في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، أن الوعي البيئي هو مبدأ أساسي، حيث قال: “بصفتنا مستشفى يقدم رعاية طبية للحالات المعقدة والحرجة، فنحن ندرك تماماً أن خياراتنا يمكن أن يكون لها تأثير كبير على البيئة، محلياً وعلى مستوى العالم. لذا، فنحن ملتزمون بممارسة سياسة المشتريات المُستدامة، أي عملية اختيار السلع والخدمات الخضراء التي تُقلل من الآثار البيئية والاجتماعية والاقتصادية السلبية. إن التخفيف من انبعاثات غاز الاحتباس الحراري من التخدير المُستنشق، مثل الديسفلوران، هو مجرد مثال على كيفية اتباعنا لنهج استباقي للحد من انبعاثاتنا من الكربون”.
وأضاف الدكتور جيتمان: “نحن فخورون باتخاذ هذه الخطوة ونتمنى أن نُلهم الآخرين بتبني المزيد من التغييرات الإيجابية لتحقيق الاستدامة في قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات وخارجها”.