ينبغي على كل امرأة تشعر بوجود كتلة في ثديها التوجه مباشرة لاستشارة طبيب متخصص، ليتمكن من تشخيص المرض في حال وجوده في وقت مبكر، ومن ثم وضع خطة للعلاج المناسب، فكلما تم التشخيص في مرحلة مبكرة، ازدادت فرص المريضة في تجنب الوصول إلى مرحلة الاستئصال الكلي، وإن استحالت إمكانية المحافظة على الثدي دون إجراء عملية جراحية، ينبغي اللجوء لعملية الاستئصال وإزالة الثدي بالكامل منعاً لانتشار السرطان والتأثير على حياة المريضة، وهناك أنواع عديدة من الجراحات التي يمكن للنساء اللجوء إليها في حال الإصابة أو لتجنب انتشار المرض.
الدكتورة ناهد بالعلا، استشارية جراحة أورام الثدي في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، بالشراكة مع «مايو كلينك»، قالت إن جراحة سرطان الثدي تستخدم لعلاج معظم الحالات، ويمكن للنساء اللاتي يعانين خطر ارتفاع الإصابة بسرطان الثدي بناءً على وجود سجل عائلي قوي للمرض، أو طفرة جينية، إجراء عملية وقائية لاستئصال الثدي، مع إعادة بناء فوري للثدي أو دونها كخيار لمنع الإصابة.
استئصال جزئي
وأضافت د. بالعلا أن النساء اللاتي تم تشخيصهن بالإصابة بسرطان القنوات الموضعي (DCIS)، قد يخضعن إلى استئصال جزئي للكتلة الورمية بواسطة العلاج الإشعاعي، مع إعادة بناء الثدي أو دونها، متبوعاً بالعلاج الإشعاعي في بعض الأحيان أو العلاج الكيميائي أو العلاج بالهرمونات أو العلاج الموجه.
وأوضحت بالعلا أنه في حال إصابة المريضة بسرطان الثدي الأكبر حجماً قد يتم علاجها من خلال استئصال الثدي، مع استخدام العلاج الكيميائي في بعض الأحيان، وقد يُوصى أيضاً بالعلاج الإضافي بواسطة العلاج الإشعاعي أو العلاج بالهرمونات أو العلاج الموجه، وذلك لتقليص الورم أو جعل العملية الجراحية أكثر نجاحاً.
طرق جراحية
وأشارت د. بالعلا، قائلة: لا تقتصر جراحة سرطان الثدي على نوع واحد، وإنما تختلف وفقاً للحالات ذاتها، حيث توجد هناك العديد من العمليات والطرق الجراحية «Oncoplastic techniques» لعلاج سرطان الثدي، وهي إجراء العملية واستئصال الورم فقط والحفاظ على الثدي، وهذا قد يتم بعد العلاج الكيميائي إذا كان حجم الورم 2 سم أو أكبر، وتتم الجراحة باستئصال جزء بسيط من الثدي مما لا يؤثر على الحالة العامة للثدي، وهي تعد الطريقة الأفضل مقارنة بالطريقة القديمة، وإذا كان أصغر من 2 سم، يكون الاستئصال مباشرة بعد تشخيص الورم بدون العلاج الكيميائي، ويمكن للمريضة أن تغادر المستشفى بعد يوم واحد من إجراء العملية، مع تحديد مواعيد للمتابعة الطبية في العيادات الخارجية، فضلًا عن استكمال العلاج الإشعاعي والكيميائي بعد العملية إذا تطلبت الحالة، وهذه النوعية من العمليات تعتمد على حجم الورم وموقعه في الثدي ومرحلة المرض ونسبة الكتلة مقارنة بأنسجة الثدي، مؤكدة أن الدراسات أثبتت أن هذه النوعية من العمليات لا تقل أماناً عن استئصال الثدي بالكامل، فيما أشارت إلى أنه من النادر أن تستخدم الجراحة لعلاج سرطان الثدي الذي ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم (سرطان الثدي النقيلي).
دعم نفسي
قالت د. ناهد بالعلا: تحتاج مريضة سرطان الثدي إلى دعم ومتابعة من بداية اكتشافها للمرض، ومدينة شخبوط الطبية بالشراكة مع «مايو كلينيك» تقدم جميع خيارات العلاج الطبي والجراحي بما في ذلك جراحات الحفاظ على الثدي والجراحات الترميمية بعد الاستئصال، ومن جانبنا ندعم مرضانا نفسياً وجسدياً طوال رحلتهم للتغلب على السرطان، من خلال فريق من الممرضات وأخصائيي التغذية وعلماء النفس الذين ينظمون جلسات دعم لمرضى سرطان الثدي.
المصدر: الرابط
