Aug. 5, 2022

السكتة الدماغية خطيرة وإدارة الحياة يسهم في خفضها

السكتة الدماغية خطيرة وإدارة الحياة يسهم في خفضها
للتعرف على السكتة الدماغية، أنواعها ومضاعفاتها وطرق علاجها والوقاية منها توجهنا بأسئلة للدكتور أيمن قواطين، رئيس قسم الأشعة العصبية التداخلية وقسم الأشعة التداخلية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية بالشراكة مع مايو كلينك، فأجاب عليها في التقرير المفصل التالي. ما هي السكتة الدماغية، وكيف تحدث تُعرف السكتة الدماغية بأنها فقدان لتدفق الدم إلى جزء ما من الدماغ، مما يؤدي إلى إتلاف أنسجة الدماغ، وهو ناتج عن جلطات دموية في أوعية الدماغ. كيف يمكن لشخص أن يعرف أنه يعاني من سكتة دماغية من أبرز الأعراض للسكتة الدماغية، الدوخة والخدر والضعف في جانب واحد من الجسم ومشاكل في التحدث أو الكتابة أو فهم اللغة.  

ما هي أنواع السكتات الدماغية المختلفة وما أخطرها

هناك 3 أنواع مختلفة من السكتة الدماغية: السكتة الدماغية الإقفارية والسكتة الدماغية النزفية والنوبة الإقفارية العابرة، مع العلم أن جميع السكتات الدماغية خطيرة. ومع ذلك، فإن الإجابة على هذا السؤال هي أننا بحاجة إلى تشخيص ما إذا كانت سكتة دماغية إقفارية أو سكتة نزفية على وجه السرعة، حيث ستتطلب السكتات الدماغية الإقفارية في كثير من الحالات إحالة عاجلة إلى قسم الأشعة العصبية التداخلية للعلاج عن طريق استئصال الخثرة الميكانيكي في جناح الأشعة التداخلية الثنائي. وسيكون العلاج عن طريق إجراء تصوير للأوعية الدموية للدماغ وسحب جلطة الدماغ وإعادة التدفق إلى أوعية الدماغ.

ما هي السكتة الدماغية الإقفارية، وما أسبابها وأعراضها

تحدث السكتة الدماغية الإقفارية بسبب انسداد ناتج عن جلطة أو رواسب دهنية في الشريان. ومن أسبابها:
  • تصلب الشرايين: حيث تضيق الشرايين مما يؤدي لتكوين الجلطات.
  • ارتفاع ضغط الدم: وهو السبب الرئيسي للسكتة الدماغية.
  • داء السكري: الأشخاص المصابون بهذا المرض أكثر عرضة للإصابة بمرض الشريان السباتي بأربع مرات.
  • النوبات القلبية وأمراض القلب مثل الرجفان الأذيني.
  • الكحول.
  • تشكيل الرواسب وتكلس الشرايين.
  • اضطرابات تخثر الدم.
  • مستويات الكوليسترول: يمكن أن تساهم المستويات المرتفعة من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة “الكوليسترول الضار” أو انخفاض مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة “الكوليسترول الجيد” في تراكم الرواسب الدهنية في الشرايين
  • أسلوب الحياة غير النشط: قلة الحركة والنشاط البدني يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول وزيادة الوزن. كل ذلك يزيد من خطر تراكم الترسبات في الشرايين.
  • زيادة الوزن أو السمنة.
  • النظام الغذائي غير الصحي: يمكن أن يؤدي استهلاك الكثير من الدهون المشبعة أو المتحولة والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول والصوديوم والسكر إلى الإصابة بمرض السكري وتراكم الترسبات وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول
  • التدخين.
وغالبًا ما تؤثر أعراض السكتة الدماغية الإقفارية على جانب واحد من الجسم وتتطور بسرعة. وتوصي جمعية السكتات الدماغية الأمريكية بأن يتذكر الناس طريقة F.A.S.T. وتشمل الخطوات التالية:
  1. تدلي الوجه: قد يلاحظ الناس تدلي جانب واحد من الوجه أو الشعور بالخدر فيه. ويمكن لشخص آخر غير المريض التحقق من هذه الأعراض عن طريق الطلب من المريض الإبتسام أو مد لسانه. فإذا كانت ابتسامته غير متساوية، أو تحرك لسانه إلى جانب واحد من الفم بدلاً من الوسط، فقد تكون هذه علامة تحذير بأنه مصاب بالسكتة الدماغية.
  2. ضعف الذراع: عدم القدرة على رفع ذراع واحدة أو الشعور بالضعف أو التنميل في ذراع واحدة قد يشير أيضاً إلى حدوث سكتة إقفارية.
  3. مشاكل النطق: قد تشمل عدم القدرة على التحدث أو تكرار الجملة بوضوح.
  4. حان وقت التحرك والاتصال بالطوارئ: اتصل بالطوارئ فوراً عند ملاحظة كل تلك المؤشرات للسكتة الدماغية الإقفارية.
بالإضافة إلى نهج F.A.S.T. قد تتسبب السكتة الدماغية أيضاً في ظهور الأعراض التالية فجأة:
  • دوخة.
  • صعوبة في المشي.
  • الوقوع بدون سبب محدد.
  • الإرتباك وعدم القدرة على فهم الكلام فجأة.
  • مشاكل في الرؤية تتطور بسرعة.
  • صداع شديد بدون سبب واضح.

هل من مضاعفات أخرى للسكتات الدماغية الإقفارية

يعاني مرضى السكتات الدماغية الإقفارية من بعض المضاعفات الجسدية والعصبية بعد السكتة الدماغية. قد تكون هذه المضاعفات طفيفة أو شديدة، كما قد تكون مؤقتة أو دائمة حسب حجم السكتة الدماغية والجزء المصاب من الدماغ وما إذا كان قد تم علاجه بنجاح بإجراء سحب الخثرة الميكانيكي أم لا. تحدث بعض المضاعفات كنتيجة مباشرة لإصابة الدماغ من السكتة الدماغية. أما البعض الآخر فينتج عن تغيرات في قدرات المرضى. على سبيل المثال، عدم القدرة على الحركة بحرية يمكن أن يؤدي إلى تقرحات الفراش. قد تشمل مضاعفات السكتة الدماغية الإقفارية ما يلي:
  • جلطات الدم (تجلط الأوردة العميقة أو الإنسداد الرئوي).
  • التهابات المسالك البولية.
  • مشاكل الأمعاء والمثانة.
  • خطر الإصابة بالإلتهاب الرئوي.
  • ضعف العضلات.
  • تقرحات الفراش.
  • مشاكل الحركة والسقوط.

ما هي طرق تشخيص وعلاج السكتة الدماغية الإقفارية

يمكن أن تكون السكتة الدماغية مخيفة وقد تحدث حتى للأشخاص الذين يبدون بصحة جيدة. وتعد معرفة العلامات التحذيرية وطلب رعاية طبية عاجلة، من أهم الطرق لتحسين نتائج المريض بعد السكتة الدماغية. إذا حدثت سكتة دماغية لأحد الأصدقاء أو أحد أفراد الأسرة، فلا يجب على الأشخاص نقلهم إلى المستشفى بأنفسهم، لكن يجب استدعاء سيارة إسعاف، حتى يتمكن المسعفون من تقديم الرعاية الطبية في أسرع وقت ممكن. يمكن لسيارة الإسعاف أيضاً نقل المريض إلى مستشفى قادر على تقديم أفضل رعاية للسكتة الدماغية، والتي لا تكون دائماً الأقرب. لذا فإن إحضار المريض، في أسرع وقت ممكن، إلى مركز مختص بالجلطات سيُحسن بشكل كبير من فرص الشخص في البقاء على قيد الحياة بعد السكتة الدماغية. يعتمد الدماغ على إمداد الدم الغني بالأكسجين بشكل دائم، لذا فإن الإنسداد الذي يستمر لبضع دقائق فقط يمكن أن يبدأ بإتلاف خلايا الدماغ وتدميرها. وفي حالة الإصابة بالسكتة الدماغية، تكون كل دقيقة مهمة والعلاج الفوري ضروري للبقاء على قيد الحياة. عند وصول المريض إلى المستشفى، يحتاج المريض إلى تشخيص عاجل باستخدام التصوير المقطعي المحوسب وتصوير الأوعية الدموية بالتصوير المقطعي المحوسب. كما يحتاج الشخص الذي يعاني من السكتة الدماغية الإقفارية إلى علاج طارئ، وقد يشمل ما يلي:
  • الأدوية: سيحقن أحد أعضاء فريق الطوارئ منشط البلازمينوجين النسيجي(tPA) ، وهو دواء يعمل على تكسير الجلطة، في أحد أوردة الذراع.
يجب على الأطباء إعطاء هذا الدواء في غضون 4 ساعات من بداية أعراض السكتة الدماغية للحصول على التأثير المطلوب. ففرص الحصول على نتيجة إيجابية تتوقف على مدى سرعة تلقي الشخص لحقنة منشط البلازمينوجين النسيجي.
  • العلاج التداخلي في جناح الأشعة التداخلية الثنائي في قسم الأشعة العصبية التداخلية: بعد أخذ جرعة من منشط البلازمينوجين النسيجي، قد يخضع الشخص المصاب بالسكتة الدماغية الإقفارية لإجراء سحب الخثرة الميكانيكي. ويتضمن ذلك إزالة الجلطة باستخدام قسطرة ودعامة أو بالشفط.

ما هي النصائح التي تساعد في منع السكتات الدماغية

يمكن للأشخاص المعرضين بشكل أكبر للإصابة بالسكتة الدماغية، اتخاذ عدة خطوات لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية وتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية. ويمكن أن تساعد التدابير التالية في الوقاية من السكتة الدماغية وتحسين الصحة بصورة عامة:
  • إجراء فحوصات منتظمة: لا تظهر أعراض واضحة لارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم. لذا فإن الإختبارات الصحية المنتظمة هي الطريقة الوحيدة لمعرفة ذلك. ويمكن أن تساعد الفحوصات الصحية واختبارات الدم في اكتشاف هذه الأمراض مبكراً والسماح بالعلاج المبكر.
  • تجنب التدخين المباشر أو غير المباشر: يمكن أن يتسبب التدخين واستنشاق الدخان من المدخنين بتلف الأوعية الدموية ويزيد من مخاطر المشاكل الصحية المرتبطة بالسكتة الدماغية.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: إن اتباع أسلوب حياة نشط يُقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول.
  • اتباع نظام غذائي صحي للقلب: يجب أن يكون النظام الغذائي منخفضاً في الدهون الضارة، مثل الدهون المشبعة والمتحولة. ويجب على الناس أيضاً الحد من تناول الصوديوم. ويمكن من خلال تناول المزيد من الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون أن تتمكن من الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
  • إدارة الوزن: إذا كان الشخص يعاني من زيادة الوزن أو السمنة، فإن الوصول إلى وزن صحي يمكن أن يُقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
  • الأسبرين اليومي: قد يوصي الطبيب الشخص المُعرض بشكل كبير لخطر النوبة القلبية أو السكتة الدماغية مع انخفاض مخاطر النزيف، بتناول الأسبرين يومياً. لم تعد الإرشادات الحالية توصي باستخدام الأسبرين على نطاق واسع لهذا الغرض وذلك خوفاً من ارتفاع مخاطر النزيف.
  • إدارة الإجهاد والحصول على قسط كاف من النوم: إن النوم من 7 إلى 8 ساعات، واتخاذ خطوات لتقليل التوتر في حياتك، مثل تقنيات الإسترخاء، كل ذلك قد يساعد في منع السكتة الدماغية وتحسين الصحة العامة والعافية.
المصدر: مجلة هي
Powered by Ajaxy