Jan. 16, 2023

في شهر التّوعية حول سرطان عنق الرحم… لا تنخفض المعدّلات إلا بفضل مناعة القطيع وأبو ظبي مثالاً

في شهر التّوعية حول سرطان عنق الرحم… لا تنخفض المعدّلات إلا بفضل مناعة القطيع وأبو ظبي مثالاً
تطور لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري وأحدثها يحمي من 9 أنواع من الفيروسات المسببة لنسبة 79 في المئة من سرطانات عنق الرحم. حتى اليوم، وعلى الرغم من أهميته، لا تزال معدلات التلقيح في منطقتنا منخفضة جداً، وبحسب رئيس قسم أمراض النساء والتوليد في مدينة الشيخ شخبوط الطبية في أبو ظبي، وفي المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت الدكتور محيي الدين سعود، لا يكفي التلقيح على نطاق ضيق في المجتمعات لتقليص معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم وتوفير المناعة المجتمعية، مشيراً إلى وجود سبب أساسي يؤدي إلى تراجع معدلات تلقي لقاح الـHPV.

ما أسباب انخفاض معدلات تلقي لقاح فيروس الورم الحليمي البشري؟

من عام 2007، تتكثف المساعي لنشر الوعي حول أهمية اللقاح للوقاية من سرطان عنق الرحم. في البداية كانت هناك تحديات كبرى، بحسب سعود، لاعتبار أن الدعوة إلى تلقي اللقاح كانت على خلفية دوره في الوقاية من مرض من الأمراض المنتقلة جنسياً. هذا ما كان يجعل فكرة تقبله أكثر صعوبة. لذلك، بهدف إبعاده من هذا الإطار، أصبح التركيز عليه انطلاقاً من دروه في الوقاية من سرطان عنق الرحم، فكان من الممكن الفصل بين سرطان عنق الرحم والأمراض المنتقلة جنسياً. لكن بقيت المشكلة الأساسية في أن سعر اللقاح مرتفع جداً، بحيث إن قلائل هم القادرون على تحمل تكاليفه، بما أن سعره كان يصل إلى 270 دولاراً أميركياً فكانت هذه مشكلة فعلية على الرغم من ارتفاع مستويات الوعي في المجتمع بالمقارنة مع السابق. مع الإشارة إلى أن فاعليته لا تكون إلا بإعطائه في المجتمعات على نطاق واسع، فيما يبقى عدد كبير من النساء عرضة للإصابة بالمرض. فالاستفادة يجب أن تكون مجتمعية، وهذا ليس ممكناً بما أن اللقاح غالي الثمن وليس متاحاً إلا لمن لديهم القدرة على تحمل هذه الكلفة. علماً أن أبو ظبي وحدها أدرجت اللقاح مجاناً ضمن البرنامج الوطني، وهو يعطى لكل الفتيات بعد سن 11 سنة، فيما هذا لا ينطبق على أي دولة في المنطقة. هذا ما يمكن أن يكفل فاعلية اللقاح مع تأمين المناعة المجتمعية أو مناعة القطيع، ما يسمح بخفض معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم فعلياً ويستفيد حتى من لم يتلق اللقاح فتكون المرأة التي لم تتلقّه أقل عرضة عندها للإصابة بسرطان عنق الرحم. أما بغير ذلك فلا تكون الفائدة إلا فردية. ولبنان من ضمن الدول التي يتم تلقي اللقاح فيها في إطار فردي. حتى أن التشخيص المبكر من خلال الـPAP SMEAR ليس متاحاً في مجتمعاتنا لكل النساء في البلاد، بل تعتبر هذه المسألة فردية أيضاً. في لبنان مثلاً لا يجرى إلا لنسبة 25 في المئة من النساء. يجب أن يكون هناك مسح بنسبة 70 في المئة على الأقل بين النساء حتى تنخفض معدلات سرطان عنق الرحم في البلد. هذا ما حصل في أستراليا وبريطانيا حيث يتم التواصل مع كل امرأة ودعوتها إلى إجراء الفحوص المبكرة، ما ساهم في خفض معدلات الإصابة بسرطاني الثدي وعنق الرحم. يتوقع سعود ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم في لبنان بسبب تراجع معدلات فحص PAP SMEAR، وإن كان تطور سرطان عنق الرحم بطيئاً على مدى 10 سنوات أو أكثر، ومن الممكن التعافي منه في حال كشفه في مرحلة مبكرة.

هل ترتفع معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم في مجتمعاتنا بسبب عدم تلقي اللقاح بنسبة كافية؟

تعتبر مستويات الإصابة بسرطان عنق الرحم متدنية في مجتمعاتنا بالمقارنة مع المجتمعات الغربية، بحسب سعود. وقد يكون هذا من الأسباب التي تؤدي أيضاً إلى إهمال تلقي لقاح الـHPV. فتظهر الأرقام معدلات أدنى بالإصابة بالفيروس لاعتبارات عدة، منها دينية ومنها ما له علاقة بالثقافة السائدة والتقاليد. فلا تزال هذه المجتمعات محافظة إلى حد ما، ما يساهم في الحد من الإصابة بالفيروس.

في أي عمر يجب تلقي اللقاح؟

من المفترض تلقي اللقاح بين سن 9 سنوات و26. لكن الفاعلية ومستوى المناعة المكتسبة تكون أعلى لدى تلقيه في سن مبكرة أي قبل سن 15 سنة، وإن كان من الممكن تلقيه حتى في سن 30 سنة. يبقى الأهم تلقي اللقاح قبل التعرض وقبل إقامة علاقة جنسية. علماً أن اللقاح يجرى بـ3 جرعات ودون 15 سنة من الممكن الاكتفاء بـ2.

المصدر: الرابط

Powered by Ajaxy