أعلنت مدينة الشيخ شخبوط الطبية، إحدى أكبر المستشفيات المتخصصة في الرعاية المعقدة في دولة الإمارات العربية المتحدة والمشروع المشترك بين شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة) ومايو كلينك، عن نجاح أول عملية لبضع الرتج البلعومي المريئي بالمنظار عن طريق الفم (Z-POEM) لمريضة في أبوظبي. ويعد هذا النوع من العمليات إجراء غير جراحي لعلاج الرتج البلعومي المريئي، وهي حالة نادرة تؤثر على أقل من 0.01% من الأشخاص. ويتشكل الرتج البلعومي المريئي في مؤخرة الحلق على شكل كيس، وقد يسبب إذا تُرك دون علاج في تجمع الطعام واللعاب فيه مع مرور الوقت.
كانت المريضة تعاني من صعوبة في البلع لأكثر من 10 سنوات، وغالباً ما كان يترافق تناولها للطعام بالسعال والاختناق والصعوبة في التنفس، ليعلق الطعام في المريء ثم يدخل في قصبتها الهوائية. ومع مرور الوقت، بدأت المريضة في تجنب الأطعمة الصلبة التي تسبب لها الآلام والمشاكل وانتقلت إلى نظام غذائي قائم على السوائل. وبعد الاستشارة، أوصت مدينة الشيخ شخبوط الطبية باللجوء إلى الحد الأدنى من التدخل الجراحي لأن الرتج البلعومي المريئي لديها كان يؤثر سلباً على نوعية حياتها وتغذيتها ويسبب لها الكثير من المشاكل.
وقال الدكتور مايكل والاس، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد في مدينة الشيخ شخبوط الطبية: “بالنسبة للحالات النادرة والمعقدة مثل الرتج البلعومي المريئي، يجب عادةً معالجة المرضى في مركز إحالة يتمتع بالخبرة والمهارات اللازمة لتقديم العلاج لهم، مثل مدينة الشيخ شخبوط الطبية أو مايو كلينك.
وأوضح الدكتور والاس: “تؤثر اضطرابات البلع بشكل كبير على نوعية الحياة والتغذية. هذا وتقوم مدينة الشيخ شخبوط الطبية الآن بتقديم عملية بضع الرتج البلعومي المريئي بالمنظار عن طريق الفمللمرضى كبديل طفيف التوغل للنهج الجراحي التقليدي الذي كان مُتبعاً حتى وقت قريب. وتؤدي إجراءات التنظير الداخلي الصغيرة، مثل عملية بضع الرتج البلعومي المريئي بالمنظار عن طريق الفم، إلى تعافي المريض بصورة أسرع. ويمكن اعتمادها كإجراء للمرضى الخارجيين أو المرضى الذين يقضون ليلة في المستشفى للمراقبة، كما كان الحال مع هذه المريضة”.
هذا وقد استغرق التعافي الكامل للمريضة من ثلاثة إلى أربعة أسابيع حتى عاد مريؤها إلى حالته الطبيعية نسبياً، وذلك نظراً لكونها عانت من هذه الحالة لسنوات عديدة. وأصبح بإمكان المريضة ابتلاع الأطعمة العادية واللحوم والخبز والخضروات والفواكه بدلاً من الاعتماد على السوائل فقط. وعادةً ما يكون وقت التعافي لهذه الحالة يتراوح بين 12 إلى 24 ساعة في حالة تشخيصها مبكراً.
وقال الدكتور آلان صبري، رئيس قسم طب و جراحة الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعنق: “يسعدنا أن نكون قادرين على تقديم هذه الإجراءات المتطورة والمحدودة التدخل لمرضانا من خلال العمل الجماعي متعدد التخصصات وتقديم نتائج جيدة مع وقت استشفاء قصير وضمان أعلى المستويات من رضا المرضى وتحقيق نتائج وظيفية ممتازة”.
وقالت المريضة عواطف بشير: “لقد أثرت هذه الحالة بشكل سلبي على حياتي اليومية. لم أستطع النوم بشكل جيد بسبب البلغم الزائد في حلقي والسعال. كنت أشعر بالاختناق في كل مرة كنت آكل فيها وبسبب ذلك بدأت بتجنب وجبات الطعام الغنية بالألياف ، كما كنت أشعر بالإحراج عند الخروج لتناول الطعام مع الأصدقاء والأقارب بسبب صعوبة البلع. والحمدالله أنا اليوم قادرة على تناول وجبة عادية مع عائلتي وأعيش حياة صحية واستمتع بأطعمة كنت أتجنبها لسنوات عديدة. أتوجه بالشكر الجزيل للفريق الطبي في مدينة الشيخ شخبوط الطبية لإعادة هذه الفرحة والراحة إلى حياتي ولدعمهم المستمر خلال رحلة علاجي في المستشفى”.
شارك فريق متخصص في علاج المريضة ضم أطباء الجهاز الهضمي واستشاريي جراحة الأنف والأذن والحنجرة وممرضات وأطباء التخدير وأخصائيي الأشعة وخبراء التغذية وأطباء الباطنة وأخصائيي النطق واللغة والبلع لضمان تنفيذ العملية بنجاح. واختتم الدكتور والاس قائلاً: “ستضمن متابعتنا الجيدة والعلاج الدقيق لحالة المريضة عدم عودة الأعراض مستقبلاً”.
ومن جهته، قال الدكتور ماثيو جيتمان، مدير الشؤون الطبية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية: “يعد الرتج البلعومي المريئي مثالٌ جيد لحالة طبية نادرة قمنا بتطوير علاجها بفضل خبراتنا. نحن في مدينة الشيخ شخبوط الطبية نلتزم بإدخال التطورات والأبحاث والاكتشافات التي تغير حياة المرضى، ونعمل على تطبيق أحدث ما توصل له العلم في الرعاية الصحية التي نقدمها لمرضانا والعمل على رفع وتيرة الابتكار والتقدم في الرعاية”.
وأضاف جيتمان: “نحدد الفجوات في القدرات والاحتياجات في خدمات الرعاية الصحية في الإمارة ونستثمر في الموارد المناسبة لتلبية هذه الاحتياجات. هدفنا هو دعم وتعزيز ثقة المرضى من مواطنين ومقيمين بمستوى الرعاية الصحية المقدمة في أبوظبي، وحثهم على عدم السفر إلى الخارج لتلقي العلاج”.
