Sept. 5, 2021

مدينة الشيخ شخبوط الطبية تنجح بإجراء أول جراحة معقدة لتشوّه العمود الفقري

مدينة الشيخ شخبوط الطبية تنجح بإجراء أول جراحة معقدة لتشوّه العمود الفقري

أول عملية جراحية لمعالجة جنف العمود الفقري في وقت قياسي بعد دراسة مكثفة من فريق طبي متعدد التخصصات في مدينة الشيخ شخبوط الطبية

أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة 5 سبتمبر 2021: أعلنت مدينة الشيخ شخبوط الطبية، إحدى أكبر مستشفيات دولة الإمارات العربية المتحدة في تقديم خدمات الرعاية الصحية للحالات الحرجة والمعقدة، والمشروع المشترك بين شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” و”مايو كلينك”، عن نجاحها بإجراء أول عملية جراحية معقدة لتصحيح تشوّه وجَنَف في العمود الفقري، لدى الشابة حور أبوبكر يوسف النايض، وهي مريضة تبلغ من العمر 16 عاماً. وتعدّ مدينة الشيخ شخبوط الطبية أول مركز رعاية صحية في أبوظبي يقوم بإجراء جراحة لتصحيح انحراف العمود الفقري، وهي عملية تُجرى عادة في مراكز صحية أكبر بكثير، نظراً لطبيعة هذه العملية المعقدة للغاية. وبذلك، أصبحت مدينة الشيخ شخبوط الطبية إحدى ثلاث مستشفيات فقط تقوم بإجراء هذه العملية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وأشرف على العملية الجراحية الدكتور شربل داود مسلم، استشاري جراحة العظام والعمود الفقري المخضرم في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، والذي يتمتع بخبرة واسعة في المنطقة وفي الولايات المتحدة، بعد أن أكمل درجة الزمالة في جراحة العمود الفقري في “مايو كلينيك” بولاية مينيسوتا الأمريكية. وساعد أخصائي جراحة العظام الدكتور محمود الشيخ أحمد في إنجاز العملية التي أجراها فريق جراحة العظام بأمان في مدينة الشيخ شخبوط الطبية خلال ثلاث ساعات فقط، حيث تم إكمال التصحيح التشريحي بالاعتماد على المراقبة العصبية مع ضمان الحد الأدنى من فقدان الدم أثناء العملية. قال الدكتور مسلم: “نحن سعداء للغاية بالنتيجة الإيجابية التي تحققت، حيث قام فريقنا الجراحي بالتخطيط المسبق لإجراء العملية على مدى أسبوعين، وبعد إجراء المحاكاة التدريبية على الجراحة، والمشاورات مع الفريق متعدد التخصصات، حددنا وقت الجراحة بثلاث ساعات فقط، بما يضمن سلامة المريضة، وتقليل فقدان الدم إلى أقصى قدر ممكن، والحدّ من خطورة الإصابة بالشلل”. وخلال العملية، قام الفريق بإجراء جراحة واسعة النطاق بشكل حرف T أسفل منطقة العمود الفقري العنقي للمريضة وصولاً إلى منطقة العمود الفقري القطني، لضمان تصحيح التشوّه بنسبة 100%. ونجح الفريق في تحقيق محاذاة طبيعية للفقرات، بما أدى لاستقامة تامة في الظهر. وفي اليوم التالي، تم تشجيع المريضة على المشي، وتطلب شفاؤها التام قضاء بضعة أيام فقط في المستشفى. ولاحقاً، تمت إزالة الغرزات الجراحية بعد حوالي ثلاثة أسابيع من الجراحة، لتستأنف المريضة روتينها الطبيعي فترة بين ثلاثة وستة أسابيع من العملية، بما في ذلك أنشطتها البدنية، والرياضات التي لا تشمل الاحتكاك الجسدي. وأضاف الدكتور مسلم: “ينبغي معالجة مشكلات تشوه العمود الفقري وخاصة الجنف في سنّ صغيرة، حيث تصبح هذه الجراحة صعبة للغاية في الحالات المعقدة أو الشديدة عند دخول المرضى في مرحلة العشرينات من العمر. وحتى يخضع المريض لعملية جراحية فإنه يعاني أيضاً من مشكلات شديدة في تقدير الذات نتيجة لتأثير هذه الحالة على الشكل الجمالي للجسم. وتعتبر الوفاة من النتائج الصحية الخطيرة الناجمة عن اعوجاج العمود الفقري، وذلك نتيجة للتراجع التدريجي في حالة الجهاز التنفسي بسبب تشوه جدار الصدر والأضلاع والتفاف العمود الفقري، بما يؤثر على سعة الرئة وتراجع القدرات التنفسية عاماً بعد عام”. ولا يُعرف سبب مؤكد أو مباشر للجنف على وجه التحديد، إلا أن هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى تطور الحالة، وهي تنقسم عادة إلى أربع فئات فرعية تشمل العوامل الخلقية المسببة لولادة المريض بهذه الحالة، وهي مجهولة السبب، حيث يحدث الانتكاس تلقائياً بمرور الوقت. وهناك العوامل الانتكاسية الناجمة عن تطور حالة الجنف بسبب الشيخوخة وهشاشة العظام، بالإضافة إلى العوامل العصبية والعضلية التي يمكن أن تتطور على سبيل المثال لدى شخص مصاب بالشلل الدماغي. وكانت المريضة التي أجريت عليها العملية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية تعاني حالة جنف مجهولة السبب. وبدورها، قالت حور النايض: “كان تشوّه العمود الفقري لديّ تجربة صعبة للغاية وتسببت لي بضعف في تقدير الذات. وبعد الانتهاء من العملية شعرت بارتياح شديد، حيث استمر الألم بالتراجع يوماً بعد يوم. والآن، أنا مستعدة تماماً للخروج ومواجهة العالم. وقد وضعت ثقتي بالدكتور مسلم والدكتور الشيخ أحمد اللذين رافقاني في كل خطوة، وقدما لي الدعم الإيجابي الذي مكنني من الاطمئنان إلى خبراتهما الكبيرة واستعدادهما العالي، وأنا ممتنة جداً للنتيجة التي تحققت”. وختم الدكتور مسلم: “بالاعتماد على منهجنا العلاجي متعدد التخصصات، والتنسيق الكامل بين أعضاء فريق العمل نجحنا في إنجاز هذه العملية المعقدة، بدعم جهود فريق غرفة العمليات الذي دعم التخطيط السابق للإجراءات، وفريق التخدير الذي عمل على متابعة الاسترخاء والانعكاس المعقد للعضلات في أوقات مختلفة أثناء الجراحة، مع التحكم التام في ضغط الدم ونضح النخاع الشوكي، بالتعاون مع فريق التحكم بالأشعة السينية. وقد نجحت مريضتنا بفضل الله في اجتياز هذه العملية وعادت لتعيش حياتها بصورة طبيعية”.  
Powered by Ajaxy