حققت نورة محمد عبدالله الحمادي مدير إدارة سلسلة الإمداد في مدينة الشيخ شخبوط الطبية نجاحاً وتميزاً في مسارها المهني بعد مسيرة حافلة من التعلم والممارسة، درست الصيدلة بتشجيع من والدها، ثم التحقت بالدراسات العليا، في مجال الجودة والسلامة في القطاع الصحي، لتتولى مهمة تتعلق بالأدوات والمستلزمات الطبية، وتؤدي عملها بنجاح رغم صعوبة الأوضاع في ظل فيروس كورونا.
طموحها كفتاة إماراتية أن تكون مثالاً يحتذى به وقدوة للأجيال، ونموذجاً في التضحية والعمل المستدام، حيث تعتبر التحديات حافزاً على العطاء والصعوبات بداية النجاح.
وأكدت أن دراسة الصيدلة من الدراسات العلمية والإدارية على مستوى العالم، وهي من المهن الحساسة التي تتطلب الصبر والجلد، موضحة أن هذا المجال يقدم خدمة شاملة للمجتمع والإنسانية كاملة وأن مهنة الصيدلة، ليست مجرد بيع الدواء، بل إن العملية قائمة على أسس ونظريات علمية تطبيقية، مشيرة إلى أن الصيدلي يعتبر جزءاً مهماً في الفريق الطبي المتعلق بالعناية الصحية بالفرد، له قدرة على تقديم النصائح للمريض ويمتلك دراية كاملة بالأمور، ويكتسب خبرة علمية وأكاديمية، لافتة إلى أن دراسة الصيدلة ليست سهلة، حيث تتطلب الوعي الكامل في مادة الرياضيات والكيمياء.
توعية
بدأت الحمادي مشوارها العلمي بكلية التقنية، التحقت بالعمل مباشرة بعد التخرج، وبعد 5 سنوات في مجال الصيدلة أكملت دراستها العليا في مجال الجودة والسلامة في القطاع الصحي، لتتبوأ منصب مديرة الإدارة مستعينة بخبرتها في مجال الصيدلة، حيث يتعلق هذا المجال بالأدوات والمستلزمات الطبية مع بعض، لا يقتصر عمل الحمادي على الإدارة، بل تعمل على تثقيف الجمهور وتعميق وعيه تجاه استعمال بعض الأدوية، حيث مكنتها خبرتها من المشاركة وتقديم العديد من المحاضرات ومنها «حملة دوائي في رمضان» السنوية التي عادة تستمر شهراً كاملاً قبل حلول الشهر الكريم نوجه فيها المرضى للاستعمال الصحيح للأدوية أثناء رمضان، خاصة أن المرضى يكونون في حاجة للتوجيه، إلى جانب المشاركة في العديد من المؤتمرات المتعلقة بالصحة.
تميز
حققت الحمادي العديد من الإنجازات مما أهلها للحصول على عدة جوائز منها «أفضل شريك» منحتها لها إدارة التمريض في المستشفى، لمساهمتها في تطوير العمل في القسم، وشهادة مشاركة في إرشاد الطالب من كلية فاطمة للعلوم الصحية عن حسن استقبالها لطلاب كلية الصيدلة أثناء التدريب العملي الذي يسبق التخرج، ومن الإنجازات التي عملت عليها في الفترة الأخيرة خلال فترة تواجدي مع سلسلة الإمداد هي مشروع الشيخ شخبوط الطبية كنا تخطط وتدرس نقل المعدات الطبية والأدوية من مدينة المفرق إلى مدينة الشيخ شخبوط الطبية.
على رأس العمل
تتميز أيام شهر رمضان الفضيلة عن باقي أيام السنة، بتجمع أفراد العائلة على مائدة الإفطار، لكن واجب الوطن وظروف العمل في ظل تداعيات كورونا وما أملت الفترة جعلت الحمادي تضطر للإفطار في مكان العمل وأحياناً تناول السحور مع زملاء العمل، فتذوقت متعة من نوع آخر، وهي تؤدي عملها، مشغولة بالمهام الإنسانية وإنجاز مهامها على الوجه الأمثل، حيث أشارت «الكل يتمنى تناول وجبة الإفطار في البيت وسط الأهل، لكن يبقى للعمل في رمضان متعة وشعور خاصان، وعملنا في رمضان الماضي في بداية الجائحة، كنا نقضي وقتاً طويلاً في المستشفى وكنا نفطر على رأس عملنا أحياناً، ونواصل العمل خلال رمضان الحالي في ظل تكاتف الجهود لمنع انتشار الفيروس. وبالحديث عن التحديات التي واجهتها خلال جائحة «كويفيدـ 19»، قالت: كنا نحاول توفير المستلزمات بأسعار تنافسية، مما تطلب منا الكثير من الجهد والعمل خلال رمضان: مؤكدة أن رمضان شهر خير وعطاء وجهاد وتحدٍّ، وشهر الإنجازات، ونحن ننظر لرمضان على أنه شهر تكرس فيه كل الجهود لتحقيق والعمل يداً بيد دون توقف.
مسيرة علمية
وقفت الحمادي بمفترق الطرق بعد حصولها على الثانوية العامة، لم تتمكن من تحديد ميولها الدراسية واختيار التخصص المناسب لها، لكن تشجيع والدها جعلها تتوجه إلى دراسة الصيدلة، لتستكشف في ذاتها شغفاً ومتعة نحو هذا المجال الذي فتح لها آفاقاً واسعة، فتخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف سنة 2009، وأكملت دراسة ماجستير في السلامة والجودة في القطاع الصحي في جامعة RCSI الأيرلندية سنة 2016، لتتبوأ منصب مدير إدارة سلسلة الإمداد في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، حيث تعتبر وظيفتها في إدارة سلسلة الإمداد الداعم الأساسي لفريق خط الدفاع الأول في مواجهة الجائحة، حيث يتمثل دور إدارتها في توفير جميع المستلزمات الطبية والأدوية اللازمة، كنا حريصين جداً على توفير كل المستلزمات المتطلبة في المستشفى بأسرع وقت وأكثر كفاءة، حيث مثل لنا دعم القيادة الرشيدة والدعم الحكومي المادي والمعنوي أكبر دافع على مواجهة التحديات بروح متفائلة وواثقة، مما جعلنا نجتاز المرحلة الصعبة من دون أي نقص في الإمدادات.
المصدر: دنيا الإتحاد ، صحيفة الاتحاد
اللقاء المسجل 
