وعلى الرغم من مدى انتشار سرطان القولون والمستقيم، أظهرت نتائج الدّراسة الاستطلاعية التي قامت بها مدينة الشّيخ شخبوط الطّبية خلال شهر التّوعية بسرطان القولون والمستقيم أنّ 36% فقط من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 40 عاماً وما فوق يلتزمون بالفحص المنتظم، بينما يمثل الأشخاص الذين يتجنبون هذا الفحص نسبة 55%، ويعود ذلك لخوفهم من اكتشاف إصابتهم بالسرطان، والشعور بالألم والإزعاج والإحراج الذي قد يتسبب به هذا الإجراء، علماً بأنّ هذا الفحص غير مؤلم و يتم تحت التخدير.
نعلم أن تجاهل تلك المشاعر أمراً صعباً، لكنّها ليست مبرراً لإهمال الفحص المنتظم الذي يمكن أن ينقذ حياتك.
من الأكثر عرضة للخطر؟
مع العلم أن سرطان القولون والمستقيم يعد من أكثر أنواع السرطانات انتشاراً في العالم، لكن هذا لا يعني أننا عرضة للإصابة المحتمة به، إذا يمكن السيطرة على بعض عوامل الخطر والتحكم بها من خلال اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن والحفاظ على اللياقة البدنية.بينما تتمثل عوامل الخطر التي لا يمكن التحكم بها بوجود تاريخ عائلي مرضي متعلّق بسرطان القولون والمستقيم، ومع ذلك ما زال بإمكانك إنقاذ صحتك من هذا الخطر بالالتزام بفحص الكشف المبكر عن الأورام الحميدة قبل تطورها إلى سرطانية.
الوقاية من هذا النّوع من الأمراض يتطلب منك أيضاً الشّجاعة للتخلّي عن الخيارات الغير صّحية واستبدالها بما يعزز صحتك ويحميك من الخطر، وتذكر أن شّعور الرّضا المؤقت الذي تشعر به تحت تأثير التّبغ والكحول والأطعمة المصّنعة لا يستحق منك التّضحية بحياتك وصحتك.
ما بين الاكتشاف والوقاية، أنت الرّابح الأكبر
من المؤكد أنّك على دراية بفحص تنظير القولون والإحراج الذي يشعر به المرضى نتيجة هذا النّوع من الاختبارات حتى وإن لم تختبره بنفسك.لكن هذا الشّعور بالإحراج الذي يقف حاجزاً بينك وبين فحص عادي يستغرق 30 دقيقة قد يكون خطوة نجاتك من خطر السّرطان،لا سيما أن سرطان القولون والمستقيم من السّرطانات التي لا تظهر أعراضها إلا بعد بلوغ مرحلةٍ متقدمةٍ حين يصبح العلاج عندها أقل فاعلية.
يقول الدكتور مايكل والاس استشاري و رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد في مدينة الشيخ شخبوط الطبية
“لدينا عوائق حقيقية ومفاهيم خاطئة سائدة عندما يتعلق الأمر بفحص هذا النوع من السرطان، وهو ما يشكل بالفعل تحدياً حقيقياً أمامنا. ومع ذلك، في حال الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم، يمكن علاج ما يقارب 95٪ من الحالات. كما أن تقنية الذكاء الاصطناعي والمعروفة باسم “جي آي جينيوس” المعتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، والإمارات العربية المتحدة، ، تعزز إلى حدّ كبير قدرتنا على الكشف الآمن عن الأورام الحميدة التي تسبق تشكل السرطان في القولون، الأمر الذي يقلل من خطر الوفاة نتيجة لهذا المرض بنسبة تصل إلى 50٪“.
أيّاً كانت نتيجة الفحص ستكون الأمور في مصلحتك، لأن التشخيص هو أولى خطوات العلاج، في حال تم اكتشاف السرطان في مراحله الأولى، ستكون فرصتك بالشفاء أكبر، وفي حال خلوّك من السرطان وعدم وجود أي عوامل خطر، فسيكون ذلك أفضل ما تحتاج لسماعه لتعيش حياتك دون قلق أو مخاوف صحية.
