June 15, 2023

حقيقة أم خيال: مفاهيم خاطئة حول لقاح فيروس الورم الحليمي البشري

حقيقة أم خيال: مفاهيم خاطئة حول لقاح فيروس الورم الحليمي البشري

سرطان عنق الرحم هو رابع أكثر السرطانات شيوعاً حول العالم في حين يحتل المرتبة الخامسة على مستوى أبوظبي، ويصيب هذا النوع من السرطان منطقة عنق الرحم وهو الجزء الذي يصل المهبل بالرحم، وتحدث الإصابة نتيجة سلالات معينة من فيروس الورم الحليمي البشري، وعلى الرّغم من نتائج الدراسات الأخيرة التي أوضحت مدى انتشار هذا المرض إلا أن الجانب الإيجابي من الأمر هو إمكانية الوقاية منه بالفحص المنتظم و أخذ اللقاح الذي يحد من انتقال الفيروس والإصابة به.

وكما هو الحال بالنسبة لأي لقاح، تنتشر بين الناس مفاهيم خاطئة حول لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، مما يحد من إقبال الناس على أخذه خوفاً من الآثار الجانبية.

دعونا نناقش بعض هذه المفاهيم الخاطئة معاً لنتحقق منها:

أولاً: لقاح فيروس الورم الحليمي البشري قد يسبب العقم.

لا توجد تجارب سريرية تشير إلى وجود علاقة ما بين لقاح فيروس الورم الحليمي البشري والإصابة بالعقم، فأخذ اللقاح لن يؤثر على الخصوبة بل سيحمي عنق الرحم من السرطان والمشاكل الصحية التي قد تؤثر على الخصوبة والحمل.

ثانياً: لقاح فيروس الورم الحليمي البشري يمكن أن يسبب آثاراً جانبية خطيرة.

يعتبر لقاح فيروس الورم الحليمي البشري بشكل عام آمناً، وقد يسبب بعض الأعراض الجانبية المؤقتة التي تشمل ألماً واحمراراً وتورّماً في موضع الحقن، وتؤكد الدراسات على أن الآثار الجانبية الخطيرة نادرة ولا علاقة لها باللقاح.

ثالثاً: لقاح فيروس الورم الحليمي البشري يشجع على النشاط الجنسي الغير اّمن.

لا يوجد دليل يدعم هذه الفرضية، فإن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري لا يعني زيادة في النشاط الجنسي الغير اّمن، وينصح الأطباء بالتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري للشباب قبل بدء النشاط الجنسي، لأنه فعاليته ستكون أكبر قبل حدوث العدوى.

رابعاً: يمكن أخذ لقاح فيروس الورم الحليمي البشري في أي عمر.

توصي وزارة الصحة باللقاح للشابات من عمر 13 وحتى 26 سنةً، وتؤكد على ضرورة الالتزام بهذه الحدود الزمنية.

خامساً: إجراء اختبارات عنق الرحم بانتظام يُغني عن التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري.

على الرغم من أن اختبارات عنق الرحم المنتظمة مهمّة للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم والخلايا غير الطبيعية قبل أن تصبح سرطانية، لكنها لا تعد بديلاً عن التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري، فالتطعيم يحمي من الإصابة بسرطان عنق الرحم عن طريق الحماية من سلالات الفيروس التي تسبب السرطان، فلا يمكن الاكتفاء بالفحص الدوري وحده لأن كلا الإجراءين يساهم في حماية صحتكِ.

علينا دائماً الأخذ بعين الاعتبار أن الإنترنت مليء بالمصادر غير الموثوقة والتي تنشر محتوى طبي غير دقيق حول صحة المرأة، فالحصول على معلومات طبية مدعومة بالأدلة العلمية والموثقة أمراً ضرورياً لاتخاذ قرارات صحية صائبة.

Powered by Ajaxy