March 10, 2022

المرض الصامت.. الوعي أول طرق الوقاية

المرض الصامت.. الوعي أول طرق الوقاية

منى الحمودي (أبوظبي)

تعتبر أمراض الكلى، من الأمراض الصامتة التي لا تصاحبها أعراض في مراحلها المبكرة، مما يؤدي للتشخيص المتأخر، وبالتالي حدوث مضاعفات مدى الحياة، تصل بالمريض لمرحلة غسيل الكلى، وبالتالي تغير نمط حياته بشكل كامل. ويأتي العاشر من شهر مارس من كل عام، يوماً لإطلاق حملات توعية صحية عالمية تركز على زيادة الوعي بأهمية الكلى والحفاظ على صحتها، وتقليل تأثير أمراض الكلى على حياة الفرد والمجتمعات صحياً واجتماعياً واقتصادية، وجميع المشاكل المرتبطة بها، كما يهدف اليوم العالمي للكلى لزيادة الوعي بالسلوكيات الوقائية وعوامل الخطر وطرق التعايش مع أمراض الكلى.

كما يأتي اليوم العالمي للكلى لهذا العام تحت شعار «تجنب الأذية الكلوية» والذي يهدف لزيادة إدراك ووعي المجتمع بشأن أبرز وأهم أمراض الكلى وسبل وطرق الوقاية والدواء المتوافرة، وعلاقة التصرفات غير الصحية والمضرة كالخمول الجسماني والتدخين، والتغذية غير الصحية وغير الصحيحة، مثلاً كزيادة الدهون والملح في التغذية، التي تؤدي إلى تدهور الكلى ومشاكلها.

ويهدف اليوم العالمي للكلى إلى التعريف بمرض الكلى، والتذكير بأن السكري وتزايد ضغط الدم من أسباب المخاطرة التي تهدد بالإصابة بأمراض الكلى المزمنة. وتثقيف الممارسين الصحيين عن دورهم في اكتشاف أمراض الكلى، وكيف يمكنهم المساعدة في التقليص من أسباب الخطورة المؤدية لأمراض الكلى، خصوصاً عند الشخصيات الأكثر عرضة للإصابة بأمراض الكلى. إلى جانب التشجيع على الفحص الدوري والمنتظم عن أمراض الكلى لمرضى السكري وارتفاع الضغط، والتشجيع على الممارسات الوقائية. بالإضافة إلى تأكيد دور الجهات الصحية المحلية والوطنية في محاربة أمراض الكلى والتشجيع على التبرع بالأعضاء لحماية وحفظ حياة مرضى الفشل الكلوي.

إدارة المرض وتُعد أمراض الكلى من أكثر الأمراض شيوعاً في دولة الإمارات؛ نظراً لارتباطها بأمراض مزمنة أخرى، وهو مرض معقد وتستمر معاناته مع المريض لفترات طويلة، حيث يعتبر مرض الكلى المزمن فقداناً تدريجياً لوظائف الكلى نتيجة للضرر الذي يسببه عدد من الظروف المختلفة، إلى جانب العامل المساهم الأكثر شيوعاً، وهو مرض السكري. لذا تُعد إدارة المرض صعبة وقد يُصاب الشخص بالفشل التام للكلى مع تفاقم الضرر، مما يجعل المريض معتمداً على الغسيل الكلوي مدى الحياة أو الخضوع لعملية الزرع. وبالرجوع للإحصاءات العالمية، فإن 10% من سكان العالم يتأثرون بمرض الكلى المزمن، ويتم تسجيل وفيات بالملايين كل عام بسبب عدم تمكنهم من الحصول على علاج ميسور التكلفة. ووفقاً لدراسة العبء العالمي للأمراض، يحتل مرض الكلى المزمن مراتب متقدمة في قائمة أسباب إجمالي عدد الوفيات في جميع أنحاء العالم. ويتلقى أكثر من مليوني شخص في جميع أنحاء العالم العلاج بغسيل الكلى أو زرع الكلى للبقاء على قيد الحياة. وتشير التقديرات إلى أن عدد حالات الفشل الكلوي سيزداد بشكل غير متناسب في البلدان النامية، مثل الصين والهند، حيث يتزايد عدد كبار السن. وفي البلدان متوسطة الدخل، يشكل العلاج بغسيل الكلى أو زرع الكلى عبئاً مالياً كبيراً على غالبية الأشخاص الذين يحتاجون إليه، وفي بعض الدول حول العالم لا يستطيع الكثير من الناس تحمل تكاليف العلاج على الإطلاق، مما يؤدي إلى وفاة أكثر من مليون شخص سنوياً من الفشل الكلوي غير المعالج.

من جانبها، أشارت الدكتورة بلسم أحمد، اختصاصي أمراض الكلى في مدينة الشيخ شخبوط الطبية بالشراكة مع «مايو كلينك»، إلى أهمية اليوم العالمي للكلى للتوعية بأمراض الكلى والعمل على تقليل مخاطر الإصابة بها والحفاظ على صحتها، وزيادة الوقاية بأمراض الكلى وكيفية التعايش معها، مؤكدةً أن الكلى من أهم أعضاء الجسم وتؤدي وظائف أساسية مهمة عدة للحفاظ على حياة الإنسان وصحته. وأشارت إلى أن أمراض الكلى تعتبر غير معدية، وتتعرض فيها الكلى لأنواع مختلفة من الأمراض التي تؤدي بشكل جزئي أو كلي إلى إضعاف وظائف الكلى، مما يُؤدّي إلى تفاقم الضرر الواقع على الكلى على مدار شهور أو سنوات عدة. ولفتت إلى أن معظم أمراض الكلى ليست كبقية الأمراض في مراحلها الأولى، فمرض الكلى ليست له أعراض ويعرف عادةً بالمرض الصامت، وأن الدراسات أثبتت أنه عندما تقل وظائف الكلى بنسبة 30 إلى 60% تزداد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ويعد الاكتشاف المتأخر لمرض الكلى المزمن أحد أسباب الإصابة بالفشل الكلوي ويحول دون نجاح تدابير تحسين وظائف الكلى وقد يؤدي في النهاية إلى الخضوع لغسيل الكلى أو زراعة الكلى. وأكدت أهمية متابعة بعض الممارسات التي تسهم بالحفاظ على الكلى، وهي ممارسة الرياضة، شرب كمية كافية من المياه، الإقلاع عن التدخين، قياس الضغط والحفاظ على مستوى طبيعي لضغط الدم، قياس وضبط مستوى السكر في الدم، تجنب تناول أدوية دون وصفة طبية، خاصة أدوية الآلام المضادة للالتهابات وزيارة الطبيب والخضوع لفحص وظيفة الكلى للأشخاص الذين يعانون مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

Powered by Ajaxy